يوم 18 أفريل 2014، لن يخرج عن نطاق ما خطط له عرابو النظام. سيعلن وزير الداخلية، ”القاضي” بلعيز عن نتائج الرئاسيات بسعادة الأول عبد العزيز الكبير، تليه السيدة لويزة حنون، التي لن ترضى بغير المرتبة الثانية، متقدمة عن ”سي علي” (بن فليس).ولأن العبرة دائما في المراتب الثلاث الأولى، فإن باقي المترشحين، وهم عبد العزيز الصغير وسي رباعين وسي تواتي، فلن يخرج حصادهم عن نطاق فتات الأوراق الناجية من الإلغاء.سيكون ذلك حتمية على الجزائريين تجرعها رغم مرارتها، لأن نظام الحكم أرسى الصفقة على أساس هذا الترتيب، رغم القاعات الشاغرة، ولامبالاة المواطن، والضحك على الذقون بوعود الله في علاه يعلم إن كانت ستنجز أو ترمى في سلة المهملات بعد طي أوراق الانتخابات.لماذا يحصل كل هذا في الجزائر؟ هل هي ”دعوة الشر” و”لعنة المظلومين فيها” تطاردها؟ أحد الوزراء نطق كفرا عندما أرجع فضل سقوط الأمطار وارتفاع أسعار البترول في السوق العالمي إلى الرئيس بوتفليقة. أخال أن هذا الأخير لن يصدق ذلك، فمن أين أتى هذا الوزير بكل هذه الجرأة للهلوسة بهكذا كلام !الحمد لله أن شباب اليوم لا يؤمن بهؤلاء ”الكذابين”.في أوج ثورة الياسمين في تونس، اقترب صحافيون من وزير الدفاع السابق اللواء خالد نزار، على هامش ندوة تاريخية بفندق نادي الجيش، وسألوه عن رأيه في أحداث الجارة الصغرى، فقال: ”ماذا تنتظرون من فتيان وفتيات متعلمين، مثقفين واعين، كان سقوط نظام بن علي متوقعا بعد دخول هذه الفئات على خط الثورة التي تتأجج وتزداد قوة بهم”.في الجزائر اليوم حراك يدعو الى التفاؤل رغم كثرة السواد. رغم صولات وجولات الجاثمين على صدورنا باسم الشرعيات الثورية والتاريخية والدبلوماسية والجهوية والفرنسية والأمريكية، فإن أفولهم بات قريبا.في نهاية التسعينات، سنحت لي الفرصة لإجراء مقابلة صحفية مطولة مع عميد السياسيين الراحل عبد الحميد مهري، كانت الجزائر تستعد لانتخابات رئاسية (محسومة طبعا)، وأتذكر أنه أجابني عن سؤال عن أفضل طريق لتغيير النظام الرافض للحوار والمصالحة، قائلا: ”هذا النظام لم يسقط بالمعارضة السلمية، ولم ينهر بالمعارضة المسلحة.. وينسى أن مصيره إلى زوال بفضل الأخطاء المتكررة والعامل البيولوجي!”في رئاسيات 2014، الأمر يختلف عن 1999، وكل الاستحقاقات التي جاءت بعدها.. غالبية الشعب والقوة المحركة فيه، وهي ”الشباب”، الذي أصبح لا يخشى القمع، بل يخشى منه.ومع مرور الأيام، يتقلص الأمل في طول عمر هذا النظام الذي هو محكوم عليه بالتغيير والأخذ بالحسبان أن دوام الحال من المحال والحراك الذي قلب أنظمة بلدان أخرى، سيهز أركانهم، هزات أعنف من ”مهاترات سي سعداني”، ورسائل رد الاعتبار لن تفلح في إيقافه.. فاللهم احم هذا الوطن.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات