38serv
أفاد الوزير والدبلوماسي الأسبق، حليم بن عطالله، بأن توقيت زيارة الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني وكاتب الدولة الأمريكي للخارجية جون كيري ”غير معهود في تقاليد الدبلوماسية الجزائرية” التي تعودت على النصح بعدم ترتيب زيارات في فترات معينة، بينها الحملات الانتخابية. وقال بن عطالله لـ”الخبر” إن ”الزيارتين ومهما كانت مبرراتهما، فإن المسؤولين قدما لاستفهام الوضع حول الرئاسيات”.ذكر حليم بن عطالله، الوزير المنتدب السابق لدى وزير الخارجية المكلف بالجالية، أن التوقيت الذي يأتي فيه كل من أمير قطر ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ”غير مقبول في الأعراف الدبلوماسية”، مشيرا إلى أنه ”على حد معرفتي لا توجد سوابق لهاتين الزيارتين في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الدول”. ولفت حليم بن عطالله الذي استفسرته ”الخبر” عن قراءته من وجهة نظر دبلوماسية للزيارتين وتوقيتهما، إلى أنه ”تقليديا كان منتظرا من السلطات الجزائرية أن ترفض الزيارتين في الوقت الحالي لأنه توقيت غير مناسب بشكل مباشر أو غير مباشر”.وشرح الوزير المنتدب السابق وسفير الجزائر الأسبق لدى الاتحاد الأوربي في بروكسل لمدة سبع سنوات، أنه و”بحكم ممارستي لسنوات طويلة كان هناك تقليد يدركه السفراء والقناصلة وكل الدبلوماسيين، يفرض عليهم عدم الموافقة على طلبات الزيارة إلى الجزائر في مراحل محددة بينها الحملات الانتخابية”. ”وأبشع من يمكن استخلاصه من هذا، يقول بن عطالله، أن ”أي تحليل قد يوصلك لنتيجة أن في الزيارتين محاولة للتدخل في الشأن الداخلي للجزائر”.لكن ما الذي يدفع الجزائر للموافقة على استقبال ضيفين لدولتين لهما يد فيما يجري في الوطن العربي وفي هذا التوقيت، يقول الوزير الأسبق ”إنه دليل ضعف من السلطات أمام ضغط الخارج وإلا كانت رفضت الزيارتين”. ولاحظ بن عطالله أن ”بيان وزارة الخارجية الجزائرية بخصوص أجندة زيارة كيري مثلا لا يحمل أي شيء استثنائي أو غير عادي أو لا يحتمل التأجيل، فلماذا لم ينتظروا وجود ظروف أخرى ما بعد الانتخابات إذا للحديث عن ملف محاربة الإرهاب والحوار الإستراتيجي”، موضحا ”إني على يقين أن الزيارتين ولو أنهما تزامنتا صدفة، على ارتباط وثيق بالانتخابات وهدفهما معرفة الجزائر من الداخل في هذه الفترة وما بعد الاقتراع في الـ17 من الشهر الجاري”، وبالمقابل ”فالسلطات للأسف تتخذ سلوكا دفاعيا في هذه الظروف التي تعيشها الجزائر”.والأهم من كل هذا، يقول حليم بن عطالله ”إلى أي حد قد تؤثر هذه الزيارات على مجرى ونتائج الانتخابات؟” ولفت إلى أن ”الأصح كان تأجيل الزيارتين لما تمثلهما من تدخل مباشر في الشؤون الداخلية لبلدنا ودليل على هشاشة السلطات”، أما الموافقة الجزائرية فهي تعني ”انتظار تواطؤ ما من هاتين الدولتين، مضحية بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية”، كما أن الزيارتين ”دعوة للقوى الخارجية لإعلان موقف مزكي للعهدة الرابعة المحتملة”. وشرح بالنسبة لقطر يقول: ”إنها اللاعب الجديد في الساحة الدولية ودورها صناعة التوترات حتى بالنسبة لجوارنا”، أما بالنسبة لزيارة كيري، فيقول: ”لقد فرض الأمريكيون أجندتهم في الزيارة فلا مجال للتفاخر كما يفعل مدير حملة الرئيس المترشح، لأنه في كل الأحوال جزائر 2014 بعيدة جدا عن التجاوب مع المعايير التي يفرضها الأمريكيون في مسائل الديمقراطية والحكم الراشد”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات