+ -

 في تطور نوعي للعمليات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية التي تطال أمن مصر وتستهدف قوات الأمن والشرطة، وقعت ثلاثة انفجارات أمام جامعة القاهرة خلفت قتيلين أحدهما ضابط في الشرطة برتبة عميد، وعدد من الجرحى من بينهم أيضا عميد في الشرطة، وهو الحادث الإرهابي الذي أدانته جميع القوى والأحزاب السياسية التي شددت على ضرورة استئصال جذور الإرهاب، بينما حمل خبراء أمنيون مؤسسات الدولة مسؤولية العمليات الإرهابية، خاصة أن البلاد على مقربة من الانتخابات الرئاسية المتوقعة شهر ماي المقبل.من جهتها، أكدت جامعة القاهرة بأن الدراسة مستمرة بالجامعة ولا نية لتعطيلها بعد انفجار عدد من القنابل بالقرب من الحرم بميدان النهضة بالجيزة، وأشارت إلى أنها تتعامل بحزم مع الطلاب الخارجين على القانون بفصلهم وحرمانهم من المدينة الجامعية.وفي السياق، استنكر الدكتور معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة العملية، لافتا إلى أن الجماعات الإرهابية تستمر في تحدي استنزاف المجتمع بغض النظر عن العملية السياسية باستحقاقاتها المختلفة الدستورية والرئاسية والبرلمانية، وأضاف في تصريح لـ ”الخبر”: ”الإرهابيون لا يفكرون بمنطق مراعاة أي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية، ويريدون إحداث دوي سياسي وضوضاء إعلامية لنشر الفوضى وبعث رسائل سلبية للعالم الخارجي والجهات الدولية والأجنبية، وهم بهذا لا يدركون أنهم يجعلون المجتمع أكثر صلابة، لكن بحكم سياسة الإرهاب ستظل المواجهات مستمرة، وسيخسر الإرهابيون بعد توجيه ضربات عنيفة لهم تجعلهم يدركون أن الدولة والمجتمع أقوى من أي جماعة مهما كانت ممارساتها لا أخلاقية”.وتوقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بأن تشهد الأيام المقبلة مواجهات عنيفة بين هذه الجماعات الإرهابية والدولة المصرية عبر أكثر من تصعيد متبادل وتطوير في أدوات المواجهة من الطرفين، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية بإمكانها فعل الكثير واستهداف مناطق ونقاط متعددة، وأن الدولة تستطيع أيضا التصدي لها بكل قوة وحزم، وأنها ستنتصر بأساليبها وستقضي على الإرهاب.وفي سؤال حول علاقة هذه التفجيرات باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وترشح المشير عبد الفتاح السيسي، يقول محدثنا ”هذه العمليات الإرهابية ليست بالضرورة مرتبطة بالانتخابات الرئاسية، فالمجتمع ماض في طريقه وفي بناء مؤسساته الدستورية بغض النظر عن أسماء المرشحين، لأن هذه الجماعات الإرهابية لا ترى بأنهم يمثلون الإسلام وتدعي بأنهم غير جديرين بحكم مصر”.من جانبه، أكد الخبير الأمني ومساعد وزير الخارجية السابق اللواء مجدي البسيوني لـ ”الخبر”، أن التفجيرات التي حدثت أمس أمام جامعة القاهرة كانت بغرض استهداف قوات الأمن المتواجدة خارج الجامعة، وأنه تم وضع القنابل تحت شجرة، وهذا يعد خطأ من الأمن، حيث من الضروري  أن يتم اجتثاث كل ما يمنع قوات الأمن من متابعة الأمن في المنطقة سواء من أشجار أو غيره، مشيرا إلى ضرورة تواجد قوات الأمن داخل أسوار الجامعة وأن تحكم الشرطة قبضتها أكثر من ذلك.أما الخبير الأمني اللواء محمود قطري فقد أشار إلى أن هناك تقصيرا في جهاز الشرطة الذي لا يتخذ إجراءات استباقية لمنع الجريمة بل ينتظر ما يحدث ليرد، فثقافة منع الجريمة غير متواجدة في ”الداخلية” وليس لها استراتيجية واضحة، كما أن جهاز الأمن الوطني لا يقوم بواجبه، فلم يتمكن حتى الآن من جمع معلومات عن هذه الجماعات الإرهابية وتحركاتها، مضيفا في تصريح لـ ”الخبر”: ”كما أن الشرطة تعرف جيدا أن جامعتي القاهرة والأزهر من الأماكن الملتهبة، فكان من الضروري يوميا تواجد خبراء مفرقعات لتمشيط المنطقة والكلاب البوليسية ووجود مجسات للكشف عن المفرقعات، والدليل على ذلك عدم تحرك قوات الأمن أو خبراء المفرقعات إلا بعد انفجار القنبلة الثالثة، وأكد قطري على ضرورة تواجد الشرطة داخل الجامعة من خلال نقط ارتكاز مختلفة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: