+ -

 لم أستغرب وأنا أتصفح يوميا مختلف الجرائد لأطلع على اللعنات التي تلاحق مسؤولينا من وزراء وقادة أحزاب المولاة، أينما حلوا وحيثما نزلوا، فالوزير الأول ومدير حملة الرئيس المترشح واجه انتقادات لاذعة بورڤلة حينما رد عليه من وصفهم بالشرذمة، فنعتوه بالكذاب، وهي صفة تعد الأقبح في ديننا، لأن الرسول الكريم نفى هذه الصفة أو الخلق الذميم عن المؤمنين، فكان جزاء مدير حملة الرئيس المترشح من جنس سقطاته الكثيرة ولغطه غير المحسوب، الذي أنتج لنا خطابا نزل بنا إلى درك أسفل من السوقية والاستهتار فأصبح القرآن شعرا، والطلبة عتاريس، والوزيرة خنفساء، والرب عاجز عن مراقبة عباده دون استنجاده بمنظار، وهو المنزه الذي يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الظلام الحالك، وربما اختار الرجل لنفسه تارة مهنة صاحب مطعم وسط هذه السوق، فكان ”يحرك المرميطة بالشوية”، ولما أراد تذوق الطعام، برأ ”النعمة” حينما ذكر الشاوية ”أعزهم الله”، ثم ذهب للمقهى المجاور لمطعمه ليلعب الدومينو، فمرة يغلقه على منافسيه، وأخرى يقلب عليهم الطاولة، فماذا تنتظرون إذن من رد فعل الفقاقير على لسان ”دوبل كانو”، وكاد الثنائي الخطير غول وبن عمارة أن يتعرضا ”لطريحة” مشينة بمدينة مرسيليا الفرنسية على يدي معارضي العهدة الرابعة، بعد أن أشبعوهما سبا وشتما، لأن أحدهما لعن آباءهم، والآخر منحهم طريقا للموت مقابل ملايير الدولارات، فكان الجزاء من جنس العمل، ولم ينحصر مستوى الخطاب السوقي المتعفن والمقزز بين مؤيدي ”الهردة” الرابعة، بل تعداه لأحزاب ما يسمى بالمعارضة، فالسيدة حنون أفقدت عذرية الكثير من الرجال وربما كانت لا تعي ما تقول بسبب تأثير ما وصفه رئيس حمس على قدراتها العقلية، ويصبح الأمر أخطر حينما يقوم ما تبقى من قادة جيل الثورة، فيلعن بعضهم بعضا، فالسي ياسف سعدي وصف السيدة ظريف بالخائنة والمؤرخ بلخوجة يخون ياسف، والجنرال بن معلم يفند تصريحات الرائد محمد الصغير، بخصوص العقيد عميروش، وآخرها خرجة القائد السابق للدرك الوطني وعضو مجلس الثورة بن شريف الذي نفى عن الرئيس المترشح مشاركته في الثورة الجزائرية ولو بإطلاق رصاصة واحدة، وهذا جزاء لنا لأننا لم نحاول يوما أخذ مسألة كتابة تاريخنا بالجدية اللازمة، فكان الجزاء من جنس عمل مسؤولينا ومؤرخينا. وبين كل هذا وذاك، تاه الشعب، وضاع الوطن والله بالمستقبل أعلم[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات