“التغيير الحكومي لن يحل مشكلة الحزب الحاكم”

+ -

هل تعتقدون أن التعديل الوزاري أو تغيير رئيس الوزراء كاف ليتجاوز الحزب الاشتراكي أزمته السياسية؟ قطعا لا، الأزمة السياسية التي دخلها الحزب الاشتراكي عميقة وكانت ملامحها قبل المحليات، غير أن الرئيس وطاقمه فضلوا التغاضي عن العديد من المؤشرات التي كانت توحي بالقطيعة وأزمة الثقة بين الفرنسيين والحكومة، اليوم لم يعد من الممكن إخفاء الأمر أو تفسيره بتحاليل سياسية، المعروف عن فرنسا أن نصف الشعب الفرنسي مستاء على الدوام من الحكومات أيا كان توجهها، فإذا كانت حكومة يمينية استاء منها اليساريون والعكس صحيح، لكن ما يحدث اليوم أن حكومة الحزب الاشتراكي نجحت في أن تغير القاعدة وتوحد الفرنسيين في الشعور بذات الاستياء، لأن نسبة الامتناع دليل على أن من صوت على اليسار رفض الاستمرار في تأييد سياسة هولاند، معتبرين أنه لم يلتزم بالتعهدات التي قطعها على نفسه.ما هي الخيارات المتاحة أمام الحزب الاشتراكي؟ أعتقد أن هزيمة اليسار في محليات 2014 ستكون تاريخية ومحطة فارقة في تاريخ الحزب الاشتراكي، إذ إن الهزيمة لحقت بالحزب في عقر داره، مثلما حدث في المدن التي تعتبر تاريخيا وتقليديا مدنا يسارية على غرار “ليموج” التي صوتت منذ سنة 1912 لصالح أحزاب اليسار، أعتقد أن هذا التصويت جاء بحجم الهوة بين الفرنسيين والحزب الحاكم الذي تغاضى عن شعارات العدالة الاجتماعية التي انتخب على أساسها للرئاسة.وماذا عن صعود اليمين المتطرف، هل تعتبرون أنه انتخاب انتقامي أو عقابي هو الآخر؟ معروف أن الأزمات عموما والاقتصادية خصوصا تدفع عامة الجماهير إلى التقوقع على نفسها، وهو ما يحدث اليوم في فرنسا، الفرنسي يعاني من البطالة ويرى مصانعه ترحل لدول أوروبية جارة، كما أن المزارع يشاهد كساد منتوجه فيما محصول جاره الأوروبي يباع في أسواقه المحلية، واليمين المتطرف عرف كيف يخاطب هذه الشريحة الهشة اقتصاديا من خلال إلقاء اللوم على الاتحاد الأوروبي، لذلك أعتقد أن التصويت لليمين فيه جانب من الانتخاب الانتقامي أو العقابي، لكن هذا لا يعني أن الجبهة الوطنية حققت فوزا ساحقا مثلما يصوره الإعلام بقدر ما نجح في حشد مناصريه، فيما فشل الحزب الحاكم في إقناع أنصاره بضرورة التصويت، نسبة الامتناع هي التي كانت عالية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: