تركيا تحبس أنفاسها على وقع انتخابات ”مصيرية”

+ -

شهدت الانتخابات المحلية في تركيا مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وجرح 19 آخرين، أمس، خلال الانتخابات المحلية التي تجري وسط شحن سياسي كبير بين أنصار الحكومة وأنصار الأحزاب المعارضة. ذكرت وكالة أنباء دوغان التركية، أن مشادة أولى وقعت بين عدد من المرشحين في محافظة حلوان، ما أسفر عن سقوط 6 قتلى ونحو 10 جرحى. ووقعت مواجهة أخرى في محافظة هاتاي على الحدود مع سوريا، ما أسفر عن سقوط قتيلين و9 جرحى بالسلاح الأبيض.وقالت وسائل إعلام تركية إن مثل هذه المشاجرات تحدث أثناء الانتخابات في هذه البلدات الصغيرة، لكن حصيلة أمس كانت كبيرة، وهو ما يعكس حجم الاحتقان السياسي في تركيا.من جهة أخرى، فاجأت ناشطات تركيات من منظمة ”فيمن” بالتعري أمام المواطنين في مكتب الاقتراع الذي أدلى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بصوته في إسطنبول، وذلك احتجاجا على سياسته.وكان أردوغان قد صرح عقب انتخابه ”بالرغم من كل الخطابات والتصريحات غير المرغوب فيها التي ألقيت في الميادين؛ فإن شعبنا سيقول جميع الحقائق اليوم، وما سيقوله الشعب سيكون الحاسم. بالنسبة لي الكلمة الأخيرة هي للشعب”.بينما نفى وزير خارجية تركيا، أحمد داوود أوغلو، صحة ما تردد من بعض وسائل الإعلام بخصوص توقيف أحد حراسه أو الاشتباه به، على خلفية التنصت على الاجتماع الأمني الذي جرى تسريبه ونشره على الأنترنت مؤخراً، وجاء ذلك عقب إدلائه بصوته في الانتخابات المحلية.وعلى عكس الأحداث الدامية في جنوب تركيا، بدت أحياء إسطنبول هادئة وأقل حركة صبيحة يوم الانتخابات المحلية التي جرت أمس، بعد حملة انتخابية صاخبة وضارية، حشدت لها أبرز الأحزاب الأربعة الرئيسية الممثلة في البرلمان (من بين 56 حزبا مشاركا) عشرات الآلاف من أنصارها في 81 ولاية.فالأحد يوم عطلة في تركية، وأغلب الناس يفضلون الذهاب إلى مراكز التصويت للإدلاء بأصواتهم صباحا والعودة إلى بيوتهم، متجنبين الفترات المسائية التي تسبق ظهور النتائج خوفا من وقوع مشادات وأعمال شغب بين أنصار الفرق السياسية.من أحياء الفاتح ولالولي وبيازيد وأمينونو إلى الضفة الأخرى من الخليج في كباتاش وبيسكتاش وأورتوكوي وأولوس، حالة كبيرة من الترقب حول ما سيؤول إليه الوضع في تركيا بعد هذه الانتخابات، هل إلى مزيد من الاستقرار أم الدخول في دوامة من الأزمات السياسية على غرار ما يحدث في دول الربيع العربي. سائق سيارة أقلني من أولوس إلى كباتاش، أكد لي بـ«إنجليزية” بأنه صوت لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري، مصطفى ساري غول، لتولي رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، وأوضح أن مرشح الحزب الأتاتوركي أثبت كفاءته عندما تولى بلدية شيشلي في إسطنبول، وأضاف أنه ”لم يصوت لحزب العدالة والتنمية لأن أردوغان حليف للولايات المتحدة الأمريكية، كما خلق عدة مشكلات مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومع إيران، وحتى مع العراق لأنه يتعامل مع كردستان العراق وينفذ كل ما تطلبه منه أمريكا في الملف الكردي”.أما الصحفي التركي آدم أوزكوسي (35 سنة) فقال لـ«الخبر”، في مكالمة هاتفية من العاصمة أنقرة، إنه ”لم يسبق أن رأى الناس متحمسين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات بهذا الشكل”، وأرجع ذلك إلى الحملة التي قادتها جماعة فتح الله كولن ضد رئيس الوزراء التركي، وتابع: ”الناس كانوا طيلة الوقت صامتين ويريدون اليوم أن يقدموا إجاباتهم على تلك الحملة عبر صناديق الاقتراع”.وأكد آدم أن الناس لازالت تثق في أردوغان وتحبه ولا تهتم بغلق تويتر ويوتيوب، لأن غالبيتهم لا يستعملون شبكات التواصل الاجتماعي، وتابع: ”تويتر وفايسبوك ويوتيوب لن تؤثر أبدا على نتائج الانتخابات”، موضحا أن ”الشعب التركي ينظر إلى الوضع في مصر وسوريا ولا يريد أن تكون تركيا مثلهما”، متوقعا أن يحصل حزب العدالة والتنمية على 45 بالمائة على الأقل من الأصوات.           

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: