+ -

إنّ معرفة الواجبات وقيامها قد تتقدّم البشرية بدون الإسلام وتزدهر في الماديات ازدهارًا يقضي غالبًا بحياة أبنائها ولكنّها بدونه تفقد كلّ أمن وكلّ استقرار... بحيث ترجع في تصرّفاتها إلى عهود الهمجية الأولى والجاهلية الأولى حيث لا حرية إلّا حرية الاستعباد ولا عدل إلّا عدل الاستغلال ولا قانون إلّا قانون الغاب.ولابدّ من رجال انتصروا في معركة الضّمير عقيدة وفي معركة الميدان سلوكًا إذا أريد للبشرية سعادة الدّنيا والآخرة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال لا يخافون في الله لومة لائم، رجال يُحبّون الإسلام ويحبّهم، نعم الإسلام الصّحيح لا إسلام الشّعارات والعناوين أو إسلام الّذين لا يعرفون ويقولون ما لا يفعلون.إنّ الحكومة الإسلامية ضرورية لتبليغ رسالة الإسلام العالمية وإخضاع البشر لسلطان الله وشريعته بلا إكراه على تغيّر العقيدة كي يتمتّع الإنسان والحيوان على السّواء برحمة الإسلام، ويتخلّص الإنسان بذلك من ظلم الإنسان، إذ لا يحقّق العدل الكامل إلّا شريعة الله. فكلّ قانون وضع على غير شرع الله ظلم في نفسه والحكم به أدهى وأمر... لأنّه بدون شريعة الله يتحكّم فرد من أمّة في أمّة أو تظلم طبقة طبقة بتناوب، وفي كلّ صورة من صور الحكم تغيب فيها صورة الحكومة الإسلامية وحقيقتها يكون تعبيدُ الإنسان للإنسان حتّى في أكثر النُّظم ديمقراطية، بمثابة حجر أساس لبناء نفق الحضارة الوحشية البهيمية، فبلا حكومة إسلامية تكون عُرَى الإسلام في حالة نقض.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: