لا تزال تصريحات المجاهد ياسف سعدي قائد المنطقة العسكرية المستقلة للعاصمة، خلال ثورة التحرير الكبرى تثير الجدل، سيما فيما يخص تشكيكه بأهمية نضال زملائه، واتهامه للشهداء على غرار العربي بن مهيدي وكريم بلقاسم، بأنهم لم يكونوا في مستوى الأهمية التاريخية، فيما يخص ثورة أول نوفمبر المجيدة. أوحت تصريحات ياسف سعدي للكثير من المراقبين أنه يسعى لأن يكون ”وصيا وقاضيا” على تاريخ الجزائر وتمجيد نفسه على حساب دماء الشهداء، كما قال المؤرخ عمار بلخوجة أن المجاهد ياسف سعدي ”خان” بتصريحاته الأخيرة وصية الشهيد ديدوش مراد”، الذي أكد على ضرورة احترام التاريخ والحفاظ قائلا: ”دافعوا على ذاكرة الجزائر”.وصلت انتقادات المؤرخين لتصريحات المجاهد ياسف سعدي، إلى حد الدعوة إلى عدم طباعة مذكراته التي يستعد قائد المنطقة العسكرية المستقلة للعاصمة، إلى إصدارها، كما قال المؤرخ عمار بلخوجة أنه ينصح دور النشر الجزائرية بعدم طباعة ونشر مذكرات ياسف سعدي، التي قال أنها تهدف إلى ”تلويث تاريخ الجزائر”، سيما وأنها مذكرات حسب المؤرخ عمار بلخوجة تحمل بعد ”تصفية الحسابات الشخصية بدافع الغيرة من بطولات قادة الثورة”.وقد سبق وأن فجّرت، تصريحات ياسف سعدي ضد المجاهدة زهرة ظريف، حراكا كبيرا قادته وزيرة الثقافة خليدة تومي، وبعض المنظمات النسائية التي انتفضت ضد اتهامات ياسف سعدي للمجاهدات، قبل أن تنتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن المؤرخ عمار بلخوجة، يؤكد أن ردة فعل من أسماهم بـ”المعنيين الحقيقيين” بالرد على اتهامات ياسف سعدي للمجاهدين، لم تكن في مستوى الحدث، كما قال أنه ”يستغرب” صمت جبهة التحرير الوطني وأيضا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يجب عليه اتخاذ إجراءات ”صارمة” ضد عضو مجلس الأمة ياسف سعدي، سيما لما شكلته تصريحاته من ”طعن” صارخ لتاريخ أعظم مكتسبات الثورة الجزائرية، كما أبدى المؤرخ الجزائري تأسّفه الشديد لصمت منظمة أبناء الشهداء ومنظمة المجاهدين مستغربا ما أسماه ”مؤامرة الصمت”، بما جعل عائلة العربي بن مهيدي تتخبط في الدفاع عن تاريخ الشهيد البطل، بعد اتهامات ياسف سعدي له”. ولم يستبعد المؤرخ عمار بلخوجة الذي حل ضيفا على ”الخبر”، أن يكون هجوم ياسف سعدي ضد المجاهدين والشهداء في هذه الفترة بالذات ”جزء من سلسلة المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر واستمرارا لمخطط تدمير الجزائر من الداخل، استمرارا لسنوات الإرهاب التي عانت منها الجزائر”، غير أن المؤرخ عمار بلخوجة أوضح أن ياسف سعدي وحده من يملك الإجابة على السؤال الذي لا يزال يحير الرأي العام الجزائري ”لماذا تحرك ياسف سعدي في مثل هذا التوقيت بالذات ليفجر اتهاماته”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات