لابدّ أن تعلمي أنّ الحياة فيها فرح وفيها قرح، فيها ما يَسُرُّك وفيها ما يُحزنُك، فيها تَعب وشقاء وفيها راحة نِسبية، وينبغي للمؤمن أن يَعرف طريقة التصرّف السّليم والصّحيح في كلّ حالة.فإن جاءَكِ أمرٌ يسرّك فاحمدي اللهَ واشكريه حتّى يزيدَك اللهُ من نعمه، قال تعالى: {وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، واحذري من الطّغيان ونسيان الآخرة.وإن جاءَك أمرٌ يُحزنُك فاسْعي إلى تجاوز المِحنة بالرِّضى والصّبر، فالرِّضى سبب في حصول الاطمئنان النّفسي. وأكثري من ذِكر الله وقراءة القرآن، قال تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب}.أمّا تمنِّي الموت فمنهيٌّ عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا يتمنّينَّ أحدكم الموت لضُرٍّ أصابه، فإن كان لابدّ فاعله فليقل: اللّهمّ أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي” أخرجه البخاري ومسلم.وقد يصل الأمر ببعض ضِعاف الإيمان إلى التّفكير في الانتحار عياذًا بالله، ظنًّا منهم أنّ الانتحار وسيلة لطلب الرّاحة الأبدية وهروبًا من المسؤولية وتَبِعاتها، أو هروبًا من المشاكل الأُسريّة والاجتماعية أو الصحيّة أو حتّى العاطفية، وما علِموا أنّ ما ينتظرهم بعد الموت أعظم ممّا رأوه قبله، أمّا نحن المسلمين فنؤمن بعذاب القبر وبالبعث بعد الموت وبالحساب وبالجنّة والنّار.فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَن تردَّى من جبل فقتل نفسَه فهو في نار جهنّم يتردّى فيها خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سُمًّا فقَتل نفسَه فسُمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنّم خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن قتل نفسَه بحديدة فحديدتُه في يده يجأ بها في نار جهنّم خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا” أخرجه البخاري ومسلم.وننصح هذه الفتاة بالتّحدّث مع إنسانة معروفة بالصّلاح والعِلم والحكمة، تفضفض معها وتصارحها بما يختلج في صدرها فتَنصحُها بالتوجّه إلى طبيبة نفسيّة تعالِجُها، مع حُسن الظنّ بالله وحسن التوكُّل عليه. والله أعلم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات