38serv

+ -

القاصد للمسجد لا يخرج منه إلا ولديه انطباع بأن بيوت الله لم تعد بمنأى عن الصراعات التي تغذي النعرات وتبث القلق بدل الطمأنينة في نفوس المصلين الذين لا يملكون سوى حلين لا ثالث لهما: الصلاة بالمنزل أو تبديل المسجد. ولأنه لا يوجد دخان بلا نار، فإن رائحة “البزنسة” وتأثير رجال الأعمال هي التي تذكي نار الصراعات داخل المساجد.

 تعترف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ضمنيا، بأنها أصبحت عاجزة تماما عن مواجهة ظاهرة الصراعات داخل المساجد بين الأئمة وبين لجان المساجد، بسبب الامتيازات التي يتفادى الكثير من الناس والمصلين التعرض لها بحكم قداسة دور العبادة. وفي هذا الصدد، تقول مصادر من داخل الوزارة إن هذه الأخيرة تقوم بشكل مستمر بمعاقبة المتورطين في مثل هذه القضايا إداريا، فيما تصر على أن ما يحدث في عدد من المساجد من صراعات ليس مرده المذهبية الفقهية وإنما خلافات شخصية بين أعضاء اللجان الدينية والأئمة. فقد حدث مثلا أن عزلت الوزارة قبل أسابيع مفتش مقاطعة الشراڤة وحولته إلى منصب إداري بمجلس الإفتاء بحي شوفالي، لايزال يرفض تسلمه، بعد قيامه بعزل إمام معتمد من طرف الوزارة وتعيين إمام متطوع مكانه تلبية لطلب من رجل أعمال عضو بلجنة مسجد في أولاد فايت، رافقه لأداء مناسك الحج العام الماضي.  ولا تملك الوزارة أي حول أو قوة أمام مثل هؤلاء الأعضاء المميزين في اللجان المسجدية، والسبب، حسب مصادرنا الخاصة، يعود إلى تأثير رجال الأعمال على قرارات مدير الشؤون الدينية والمفتشين المحليين، بل وفي أحيان كثيرة على إطارات الوزارة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: