كيري يسأل عن “الانتقال الديمقراطي” ويتفقد نظرية “الاستقرار”

+ -

 أفادت جهات أمريكية أن زيارة جون كيري، إلى الجزائر ثم الرباط مطلع أفريل الداخل، تتوخى بحث مسألتين، الأولى تتصل بمكافحة الإرهاب والثانية تتعلق بـ”الانتقال الديمقراطي” في العالم العربي، إلا أن دبلوماسيا جزائريا سابقا يعتقد أن كيري جاء لنقل صورة صحيحة إن كان بوتفليقة سيشكل فعلا عامل استقرار كما يروج أنصاره، أم عامل لا استقرار في المنطقة.نقلت مصادر أمريكية مقربة من الخارجية الأمريكية، أن كاتب الدولة جون كيري سيتباحث في الجزائر مع الوزير رمطان لعمامرة حول “الانتقال الديمقراطي” في البلدان العربية، واعتبرت صحيفة “الواشطن بوست”، أنه تحت هذا العنوان الكبير قد يحاول كيري أخذ تصورات عن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الـ17 أفريل المقبل، ويجهل إلى حد الساعة إن كان في أجندة كيري لقاء مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع أن مصادر تشير لـ”الخبر” أن لقاء مبرمجا سيتم بين الطرفين.زيارة كيري إلى الجزائر تدخل في إطار جولة في شمال إفريقيا ولا تختص بالجزائر فقط، حيث سيتواجد كيري في الجزائر ثم ينتقل إلى الرباط، وأفيد من الصحيفة الأمريكية أن كيري سيجري مباحثات تتعلق أيضا بمكافحة الإرهاب، وأدرجت هذا الملف في الدرجة الأولى من اهتمام الخارجية الأمريكية لاسيما في محطة الجزائر، وفي تفسير الأمريكيين وفقا للمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي: “إن كيري سيقوم بزيارة تمتد من الفاتح وحتى الخامس من أفريل المقبل لكل من الجزائر والمغرب، حيث سيلتقي مسؤولين في الجزائر أولا ثم يعقد لقاءات مشابهة مع مسؤولين في المغرب”، مشيرة إلى أنه كان ينوي زيارة هذين البلدين العام الماضي، إلا أن برنامجه تبدل في اللحظة الأخيرة.وإشارة الأمريكيين إلى أن الزيارة كانت مبرمجة قبل إلغائها بسبب “طارئ” قيل حينها إنه متعلق بالملف الإيراني، هو رد مسبق من واشنطن على انتقادات قد تعتبر الزيارة في عز الحملة الانتخابية للرئاسيات “نقص لياقة” دبلوماسية من طرف الأمريكيين، لاسيما وأن احتمال أن يلتقي كيري بالرئيس بوتفليقة ثم يدلي بتصريح سياسي وارد جدا.أما وزارة الشؤون الخارجية فأعلنت أن الزيارة تندرج في إطار التشاور والتبادل المنتظمين “ستسمح للطرفين باستعراض العلاقات الثنائية وبحث سبل وإمكانيات ترقية التعاون الثنائي إلى المستوى المنشود من البلدين”، كما ستسمح للجانبين “بعقد الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي تحت الرئاسة المشتركة لكل من رمطان لعمامرة، ونظيره الأمريكي جون كيري”، وذكرت الوزارة أن الحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي الذي تم ترسيمه بمبادرة من قيادتي البلدين، سيجسد الإرادة المشتركة في مواصلة وتعميق التفكير حول القضايا التي تمت دراستها خلال الدورة الأولى المنعقدة بواشنطن في أكتوبر 2012”.واعتبر الوزير والدبلوماسي السابق، عبد العزيز رحابي، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الجزائر في عز الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل، لن “تخلو من الدلالات والرسائل السياسية المشفرة والمعلنة”، متسائلا في حديث مع صحفي “الخبر” بتلمسان، “كيف لأمريكا التي لم يحظ عندها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بزيارة رسمية إلى واشنطن طيلة سنوات حكمه أن توفد وزير خارجيتها إلى الجزائر الآن؟”، متوقعا أن زيارة كيري “قد تختتم بتصريح دبلوماسي سيستغله دعاة العهدة الرابعة للترويج لأطروحة ضرورة استمرار بوتفليقة في الحكم من أجل ضمان الاستقرار والأمن في البلاد”، لكن رحابي يعتبر في الوقت نفسه أن “جون كيري قد يطلع بنفسه على الحالة الصحية للرئيس المنتهية عهدته لأخذ انطباع إن كان الرئيس بوتفليقة يشكل فعلا عامل استقرار أم عامل لا استقرار” على أساس النظرة الأمريكية للمنطقة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: