كشفت آخر الأرقام الصادرة عن البورصات الدولية عن ارتفاع محسوس ومتواصل لأبرز المواد الغذائية الرئيسية، خلال الشهرين الماضيين، وهو ما ينعكس سلبا على قيمة واردات الدول النامية، من بينها الجزائر، حيث يشير الخبراء إلى أن الأثر سيبرز خلال الأسابيع المقبلة في شكل زيادة في قيمة المشتريات من الخارج بالنسبة للجزائر.وتفيد الإحصائيات أن أسعار الحبوب والصويا التي تدخل في صناعة الزيوت والسكر وعجائن الورق، عرفت زيادة محسوسة في أهم الأسواق والبورصات العالمية. وشكّل مسحوق الحليب الاستثناء بتراجعه خلال شهر فيفري الماضي، وإن ظل في مستوى مرتفع على العموم، بالنظر إلى الطلب الصيني الكبير وإعلان الجزائر شراء كميات معتبرة في السوق الدولية.وتشير الأرقام المتوفرة إلى أن أسعار المواد الأولية عرفت ارتفاعا خلال الثلاثي الأول من السنة بـ0.9 في المائة، وإن تباينت حسب طبيعة الأسواق. ولوحظ أن أسعار المنتجات الزراعية الغذائية عرفت زيادة بسبب التقلبات المناخية، فيما ساهمت الشكوك الاقتصادية السائدة على مستوى البلدان الصناعية والصاعدة في انكماش في أسعار المواد الأولية المستخدمة في الصناعة.ويشير الخبراء إلى أن التقلبات المناخية وتأثيرات ارتفاع درجة الحرارة، لاسيما في منطقة الهادي، ساهمت في الإضرار بالكثير من المحاصيل في أستراليا وأمريكا الشمالية وآسيا. وعرفت هذه المناطق ظاهرة النينيو الذي يمكن أن يتسبب في الأضرار بمحاصيل السنة الحالية، ومن ثمّ المساهمة في ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية والفلاحية. وقد قامت الأسواق باستباق الأمر، وتجلى ذلك في ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية.وتفيد الأرقام المتوفرة بارتفاع أسعار القهوة مثلا بنسبة 30 في المائة، وبلغت أسعار المنتجات الاستوائية 10 في المائة في شهر فيفري و13.5 في المائة خلال الثلاث أشهر، وأدى تراجع إنتاج الكاكاو في كوت ديفوار وغانا والبرازيل إلى زيادة الأسعار، كما عرفت أسعار زيوت القصب نفس المنحى التصاعدي بسبب انخفاض الإنتاج في جنوب شرق آسيا.في السياق نفسه، لا تزال أسعار الذهب تعرف منحى تصاعديا، حيث بلغت 1301 دولار مقابل 1244.8 دولار في جانفي. كما تعرف أسعار النفط زيادة مستمرة، حيث قدر معدل برنت بحر الشمال بـ108.70 دولار للبرميل مقابل 107.60 دولار في جانفي، والأمر نفسه تعرفه أسعار القمح الني قدرت بـ59.90 دولار في فيفري مقابل 575.10 دولار في جانفي في بورصة شيكاغو، وعرفت أسعار السكر زيادة بـ16.20 سنتا مقابل 15.40 سنتا في جانفي، وعرفت أسعار عجائن الورق زيادة، حيث بلغت 915.80 دولار للطن في فيفري مقابل 910.60.ويتوقّع الخبراء أن تبقى أسعار المواد الأساسية مرتفعة خلال السداسي الأول من السنة على أقل تقدير، مما سيضيف أعباء جديدة لدول نامية، من بينها الجزائر، تقوم عادة باستيراد كميات معتبرة من المواد الأولية والغذائية، حيث يتوقّع أن تقدر فاتورة الثلاثي الأول من الواردات الغذائية بالنسبة للجزائر حوالي 3 ملايير دولار، أي بمعدل مليار دولار شهريا، وهو مستوى في حال استمراره سيثقل أكثر فاتورة الواردات التي يرتقب أن تصل حوالي 5 ملايير على أقل تقدير، مع تباين بين الأشهر ومراعاة لتقلبات الأسعار.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات