رأينا في مسيرة حركة ”بركات” الأخيرة بعض المواطنين العاديين يتظاهرون على الرصيف، بينهم من كان يلبس ربطة عنق (كنت أحسب عهدها قد ولى بعد الاستقلال وتراجع النفوذ الغربي في مجتمعنا). ورأينا على الرصيف المقابل المئات من العابرين الفضوليين يتفرجون ويتساءلون مندهشين ”واش يخصهم باش يتظاهروا؟”. هذا السؤال راجع إلى فكرة مترسخة في ذهن الجزائري العادي هي أن الخروج للتظاهر لا يمكن أن يُحَركَه إلا المطالبة بسكن، بزيادة في الأجر، بمنحة تقاعد، بتحسين أوضاع مهنية أو بالتوصيل بغاز المدينة.
هذه العقلية المعادية لفكرة النخبة هي ما يُحاول دعاة العهدة الرابعة إيقاظه وحشده وإطعامه وإغراءه وشراءه فينا، لأنهم يعلمون جيدا أن فزاعة ”النخبة / خيانة” لا تزال تقوم بمفعولها وأن سوق إقصاء ”النخبة البرجوازية” يظل رائجا في عقول الكثير من الجزائريين. ومع أن تلك الصفة المحقود عليها تنطبق بالضرورة على رجال السلطة أيضا (على الأقل في ذهن الآخرين)، إلا أنهم يحاولون بمكر طردها عنهم وإلصاقها بخصومهم فقط. يا له من سلوك شيطاني فعلاً.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات