”الفرنسيــــون عاقبـــــوا الحـــــزب الاشــــــــتراكي”

+ -

كيف تقرأون نتائج الجولة الأولى من الانتخابات المحلية والصعود اللافت للنظر لليمين المتطرف؟ هناك العديد من القراءات، الإعلام صور الأمر على أن حزب ”الجبهة الوطنية” حقق انتصارا عظيما، الواقع أن الحديث الأهم هو نسبة المقاطعة التي بلغت مستويات قياسية، ومن وجهة نظري ذلك لا يعني على الإطلاق فوز اليمين المتطرف بقدر ما يعني فشل الحزب الحاكم، الناخب الفرنسي قرر مقاطعة الرئيس وحزبه الذي فشل في تسيير المرحلة الحرجة التي تمر بها فرنسا، ولا عجب أن يستغل التيار اليميني هذا الفشل في التعامل مع الأزمة الاقتصادية الاجتماعية.هل تعتبرون أن فوز الجبهة الوطنية بالجولة الأولى وإمكانية تحقيق المزيد من الفوز في الجولة الثانية يقلب موازين القوى في فرنسا؟ أكيد، المقاطعة رسخت مكانة الجبهة الوطنية بصفتها قوة سياسية يُحسب لها، وقد يكون ذلك بمثابة ناقوس الخطر للجمهوريين المطالبين بالاستفاقة في الجولة الثانية والمشاركة لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف، والحال أننا بدأنا نسمع دعوات الأحزاب اليسارية لحث أنصارهم على المشاركة في الجولة الثانية وتشكيل جبهة الجمهوريين لوقف زحف التيار اليميني، لا بد من التذكير بأنها المرة الأولى التي يتمكن فيها اليمين المتطرف من الفوز ببلديات كبيرة تضم أكثر من 10 آلاف نسمة، وهو دليل على السخط الكبير على الحكومة الاشتراكية، لذلك أعتقد أن اليسار مطالب بإعادة حساباته، سيما وأن الانتخابات الأوروبية على الأبواب في شهر ماي القادم.المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، نجاة فالو بلقاسم، صرحت أمس أن سياسة الحكومة الحالية بدأت تؤتي ثمارها مستبعدة إجراء أي تغيير؟ يمكن للمتحدثة باسم الحكومة أن تقول ما تريد، الاستياء العام واقع وتجسد في الانتخابات المحلية، وهي أول امتحان حقيقي للرئيس هولاند وطاقمه الحكومي، وإذا أرادوا الوصول إلى رئاسيات 2017 بأمان فعليهم إحداث تغيير جذري ليس فقط في السياسة الاقتصادية الاجتماعية وإنما حتى في طريقة التواصل مع الفرنسيين، الذين نبذوا ساركوزي واليسار متهمين إياه بتقسيم فرنسا إلى أصحاب نفوذ وعامة الشعب، وهو ما يخشى الفرنسيون أن يتكرر مع فرانسوا هولاند.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: