إنّ الإسلام لابدّ له من حكومة تقيمه وترعاه وتحميه. فالحكومة الإسلامية ضرورة من أجل حفظ العقيدة وحمايتها من عبث العابثين ولهو اللّهين، وخروج المارقين وزندقة الزّنادقة وشُبّه الكافرين، وإقامة حكم الردّة على المرتدين طبقًا لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الّذي أخرجه البخاري: ”مَن بدّل دينه فاقتلوه” والقتل يحتاج إلى حكومة في الأوضاع العادية.والحكومة ضرورية من أجل إقامة العبادات: فالكسالى عن الصّلاة يؤدّبون، والممتنعون عن الزّكاة يعزّرون، وتاركو الصّيام يعاقبون، والمقصّرون عن الحجّ وهم باستطاعتهم يزجرون، فلا بدّ للمجتمع الإسلامي من حكومة تحافظ على الأرواح والأعراض وتقيم القصاص والعدل بين الأفراد والجماعات وتحث النّاس على الجهاد النّبيل.ورحم الله الإمام اللقاني حين يشير إلى هذا الواجب العظيم في جوهرته فيقول:وواجبٌ نَصْبُ إمام عدل بالشّرع فاعلم لا بحكم العقلومن الوجوه الدّالة على وجوبه بالشّرع: أنّ الشّارع أمر بإقامة الحدود وسدّ الثغور وتجهيز الجيوش وذلك لا يتم إلّا بإمام تبايعه الرّعيّة يرجعون إليه في أمورهم. فطاعة الأمير من طاعة الله ورسوله ولا يُطاع إلّا فيما يرضي الله ورسوله لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال تعالى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ” النّساء59.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات