“وضع الزيت فوق الجدار لإشعالها في حالة هجوم... تفقد لجان الدفاع الذاتي لتقصي الأخبار ومطالبة العسس برصد كل التحركات... علامات التعب بعد أيام من الحراسة كانت بادية على وجوههم”، من الصعب التصديق بأن هذه الكلمات المستعارة من خطاب الحرب مأخوذة من روبورتاج حول منطقة في الجزائر. مواصلة قراءة التقرير ويا للأسف، تبين بأن المنطقة هي قصر سيدي عباز بغرداية، أهدأ وأسلم منطقة في الجزائر منذ أكثر من ألف قرن، بعد استقرار الميزابيين بالمنطقة في أعقاب سقوط الدولة الرستمية وسقوط عاصمتها تيهرت.كيف وصلنا إلى هذه الوضعية والفتنة التي تسببت في سقوط موتى؟ يجب الاعتراف بأنه رغم بعد المرادية عن سيدي عباز، إلا أن إنجازات فخامته وصلت هذه الواحة الهادئة التي نالت نصيبها من الفتنة في إطار سياسة التوازن الجهوي التي اتبعها فخامته، لتضاف إلى حصيلته طيلة 15 سنة من الحكم التي تخللها سقوط أكثر من 120 شاب في منطقة القبائل، عشرات الشباب المتوفين بعد إضرام النار في أنفسهم وكان آخرهم شاب بمنطقة البيوض بسيد الشحمي توفي أمس بمستشفى عين النعجة، مئات الحراڤة الذين التهمهم البحر بعد محاولتهم الهجرة غير الشرعية. وبقي الرئيس المنتهية عهدته في إطار سياسته الحكيمة وفيا لمبدأ عدم مواساة الأهل والترحم على أرواح الموتى دون تمييز، تماما كما كان يفعل خلال عشرية الإرهاب حتى ولو تعلق الأمر بالمجازر الجماعية. وقياسا على ما سبق لا يجب التعجب من سكوت الرئاسة عن سقوط موتى في غرداية وفي مناطق أخرى لأنها ليست من صلاحيات المرادية البعيدة عن سيدي عباز. لكن هذا لا يمنع السلطة في الجزائر، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام العمومية وشبه العمومية مؤخرا حول قبول الجزائر لمقترح كويتي للقيام بوساطة بين دول الخليج، بعد قيام كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر، دون أن ننسى الدور الجزائري في حلحلة مأزق الحوار الوطني في تونس الشقيقة، الجزائر تساعد البرتغال في تجاوز الأزمة، و.. و.. و. فإلى متى النظر في قضايا الجزائريين ؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات