مازال التسويق رغم أهميته في ترويج المنتوج حبيس الذهنيات القديمة للمديرين التنفيذيين لأغلب المؤسسات، الذين لا يبالون بتطوير المنتوج وتسويقه رغم منافسة المؤسسات الأجنبية التي ساهمت في تجسيد هذا المفهوم في السوق الجزائرية.كشف المتدخلون في الملتقى الوطني الخامس حول التسويق بين النظريات العلمية والممارسات التطبيقية، من خلال واقع وتحديات الإدارة التسويقية في المؤسسة الجزائرية الذي بادرت بتنظيمه كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير لجامعة عمار ثليجي لمدة يومين برعاية “موبيليس” ومجمع “عموري”، أن التسويق هو الأداة الفاعلة لرسم صورة المؤسسة وتحقيق التواصل بينها وبين البيئة المحيطة بها لفرض السيطرة على السوق وبناء علاقة مع العملاء والحفاظ عليها واستدامتها أقصى وقت ممكن. وأشار الدكتور جلول بن قشوة، رئيس الملتقى، في تصريح لـ”الخبر”، إلى أن التسويق ما زال بذرة مشروع أفكار نظرية لم تتجسد بعد بسبب الذهنيات الخاصة بالمديرين التنفيذيين للعديد من المؤسسات الذين يعتبرون بيع المنتوج لا يستدعي تبني التسويق وبقائهم وفق النظام الاشتراكي، مؤكدا أن دخول المؤسسات الأجنبية في النسيج التجاري والصناعي شجّع ترويج هذا المفهوم وتطبيقه مثلما هو الحال لشركة “أوريدو“ و“جيزي“، في وقت تكتفي بعض المؤسسات الجزائرية، حسب المتحدث، ببث إعلانات تلفزيونية كتسويق فعلي ضعيف رغم أن التسويق هو المرآة العاكسة للمنتوج وضرورة تبنيه قبل ميلاد المنتوج من أجل تطوير هذا الأخير ومواكبة المنافسة. ودعا المشاركون من باحثين وأساتذة من مختلف جامعات الوطن، إلى ضرورة دراسة أهم التطورات في مجالات التسويق والمفاهيم الحديثة، كالتسويق الأخضر والتسويق الإلكتروني والتسويق العصبي والتسويق الرياضي والتسويق الاجتماعي، مع معاينة أدوات التحليل والاستراتيجيات التسويقية وكذا الرقابة التسويقية والميزة التنافسية واستخلاص واقع التسويق في البيئة الجزائرية وآفاق تعزيز علامة المنتج الجزائري، من خلال تبني المؤسسات الجزائرية للتسويق والصعوبات التي تواجه نجاح التسويق في بلادنا وطرق تعزيز علامة المنتج الجزائري. وأشار الدكتور بن قشوة إلى أن توصيات الملتقى دعت إلى ضرورة تطوير المنتجات بالتركيز على مدخل الجودة وخدمات ما بعد البيع، مع ضرورة تطوير نظام للمعلومات التسويقية بتجميع وتدوين وتحليل البيانات وتقديمها بشكل مناسب لمتخذ القرار في المؤسسة، إضافة إلى ضرورة الاستفادة من الإفرازات المختلفة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال الحديثة.كما دعا هذا الملتقى إلى ضرورة تبني المؤسسات الاقتصادية لفلسفات التسويق الحديثة وإرسائها في مجال نشاطاتها المختلفة والاعتماد بالكوادر البشرية المؤهلة في المؤسسة والاعتماد على خريجي الجامعات في مجالات التسويق والعمل على ترسيخ بطاقة تسويقية لدى المستهلك الجزائرى من أجل تقبل المنتجات المحلية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات