+ -

نجحت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات في تجمعها، أمس، الذي حشدت له آلاف الجزائريين من 48 ولاية ممن يقاسمونها فكرة مقاطعة الانتخابات الرئاسية، تحت عنوان “تجمع دعم خيار المقاطعة”. تخلت، أمس، الأحزاب والشخصيات السياسية المقاطعة للرئاسيات عن ميولاتها وتوجهاتها، فلم يعترف تجمع المقاطعين للانتخابات بقاعة حرشة حسان بالعاصمة، أمس، لا بالعلمانيين ولا بالإسلاميين ولا الوطنيين ولا الراديكاليين، بل جزائريون اجتمعوا من مختلف ولايات الوطن ليوجهوا للنظام ورجالاته رسالة واحدة عنوانها “كفى كذبا على الديمقراطية “، حسب الحاضرين. وبدأ توافد المشاركين في التجمع الحاشد الذي دعت إليه وأشرفت عليه تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، أمس، في حدود الساعة الثامنة صباحا، فيما تأخر الانطلاق في الفعاليات الرسمية بساعة عن الموعد المحدد الذي تقرر على الساعة الثانية زوالا، بسبب انتظار قدوم المزيد من المشاركين الذين منعتهم قوات الشرطة من بلوغ القاعة وأوقفتهم عند ضواحي العاصمة، حسب شهادة منظمي التجمع.وامتلأت قاعة حرشة حسان عن آخرها من المعارضين للعهدة الرابعة والمقاطعين للرئاسيات، في صورة لم يكن يتوقعها حتى أصحاب المبادرة وفقا لاعترافاتهم، كما حرصت التنسيقية على تجنب رفع مناضلي الأحزاب المقاطعة شعاراتهم، للحفاظ على “وحدتهم” وتفادي التداخل. وبدا انصهار المعارضة مع بعضها البعض من خلال ترديد أنصار حركة مجتمع السلم لشعارات ينادي بها التجمع من أجل الثقافة والديقراطية ومنها “الجزائر حرة ديمقراطية”، فيما تنوعت الشعارات داخل القاعة وأبرزها “قاطع.. قاطع.. من أجل الجزائر”، و”الشعب يريد مرحلة انتقالية”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”.وحضر اسم الوزير الأول السابق عبد المالك سلال ومدير حملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة والرئيس السابق اليمين زروال ورئيس الحركة الشعبية عمارة بن يونس تجمع المقاطعين للرئاسيات، لكن في لافتات المشاركين، فالأول عن “سقطته” تجاه الشاوية، فكتب عنه “قسنطينة بريئة من الفقاقير”، و”أنا شاوي ونصف وخمسة وعشرين وبنعمته وحدنا الإسلام”، أما الثاني فكتب اسمه عبر لافتات كثيرة، فيما الثالث وجه له انتقاد لاذع عن عبارة “يلعن بو اللي ما يحبناش”.ولم يفوت بطبيعته “الاستعراضية” الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة علي بن حاج، فرصة التجمع الحاشد للمقاطعين للرئاسيات، وكاد يسرق الأنظار عن القيادات السياسية الست، لولا رفضه طلبا لأنصاره من “الفيس” الذين حضروا معه، التدخل بكلمة عن الانتخابات الرئاسيات، وقال لهم “جئت لأستمع”.وظهر التفاعل قويا مع خطابات الشخصيات المقاطعة للرئاسيات التي اختاروها “تعبوية” “وتجنيدية” وتخاطب عواطف المشاركين أكثر من عقولهم، وتوزعت الكلمة بين الشخصيات عن طريق احتكامهم إلى القرعة، وهو ما أبلغوه إلى مناضليهم ومناصريهم تفاديا للتأويلات.وكان رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان أول المتدخلين، وقال “حضوركم القوي (يقصد المشاركين) دليل قاطع على أن الجزائريين تطور عندهم وعي ضرورة مقاطعة الانتخابات ومعارضة النظام الفاسد، الذي دفع لترشح رجل مريض أول ظهور له قال فيه جئت لأترشح، فكان تفكيره في نفسه ونسي الضحايا الذين سقطوا في غرداية”.وذهب رئيس التجمع من أجل الثقافية والديمقراطية محسن بعلباس في كلمته إلى إبراز أهمية التجمع، مشيرا إلى أنه “فرصة للمطالبة بجزائر التعددية والأمل والتسامح، ولقاء نحو نقطة انطلاق لتحول لم يحدث سابقا، وإخراج الجزائر من مأزقها وتخليصها من بقائها رهينة وضع سياسي مآله الخراب”.وأوضح الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي أن “التجمع هدفه القول لا للفساد للسياسي المبني على التزوير للبقاء في السلطة، ولا للفساد المالي في نهب الأموال العمومية، والتجمع أيضا هو إمضاء لشهادة ميلاد جديدة للجزائر”.وقال رئيس الجبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله إن “التجمع جاء لتنديد بتحوّل الجزائر إلى ملكية خاصة لرجل مقعد (يقصد الرئيس بوتفليقة)، جعل الجزائر تعيش أزمة نخبة حاكمة وفساد بنية قانونية وغياب مؤسسات دستورية”.ودعا رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري النظام إلى “ترك الأحزاب والسياسة في شأنها وعدم التدخل في شؤونها، والخطر الوحيد الحالي هو النظام في حد ذاته، لذلك نحن نحذر الجزائريين بأن بلادهم في خطر بفعل العصابة التي تحكمها وتهددها في استقرارها ووحدتها”.وأشار رئيس الحكومة الأسبق والمنسحب من الرئاسيات أحمد بن بيتور إلى أن “التواجد القوي للجزائريين في التجمع معناه أن المعارضة في طريقها الصحيح وهو تشجيع لها”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: