+ -

 هذه رسالة أوجهها إلى كل المنتخبِين والمنتخَبين والمترشحين والمساندين لهم، ولكل من له صلة من قريب أو بعيد بالانتخابات الرئاسية لأختصر عليكم الطريق وأقول إنني شخصيا غسلت يدي من الانتخابات ومرادفاتها.. قد تتهمونني بالتشاؤم، بالمبالغة، وتطالبونني بوجوب التفاؤل، بتغيير نظرتي.. لكن بعدما قمت بجميع التحليلات والمقارنات وجدت أن لي الحق في ذلك. فلا بوتفليقة ولا بن فليس أو المنسحب بن بيتور أو نكاز أو الخضار والقابلة ومغني الراب وغيرهم يستطيعون النهوض بالبلاد قطعا.وحتى لو انتخب الجزائريون ملاكا ذا روح طيبة فإن لن يفعل شيئا مادام مجموعة من الشياطين يحومون حوله ويخربون ويدمرون كل مايبنيه. إننا وبالعودة للجزائر التي يحكمها الطاغوت الذي سيورث الكرسي لأحد أتباعه، وباتفاقنا جميعا على أن مرشحهم هو من سيفوز من دون أي شك، فلمَ هذه الحملات الإعلامية والفضائح السياسية والخرجات الغريبة لبعض الأغبياء والتصريحات المتأخرة والمبهمة لرجل لا يظهر ولا يتحرك ولا يتكلم إلا بالبيانات الإلكترونية، ولا ندري حقا هل هو من يتكلم أم قد مات فعلا..؟؟؟ وبإضافة سوسبانس ترشحه من عدمه؟؟؟؟إنني أردت اختصار الرسالة، ولكن كما ترون فمواجع الجزائر لا يمكن تجاوزها بهذه السهولة، إن بلدنا الحبيب التي نعشقها جميعا رغم كيد من يحكمونها ويحاولون تشويه صورتها لدينا، إنها وللأسف تعيش أكبر أزمة أخلاقية سأتحدث عنها بالتفصيل لاحقا، هذه الأزمة التي بسببها غسلت يدي من الانتخابات.لن أطيل مجددا، فأعضاء الحكومة جزائريون ترعرعوا بالجزائر وكانوا مواطنين جزائريين قبل أن يصبحوا.. وأعضاء البرلمان والولاة ورؤساء البلديات والجنرالات، كلهم مواطنون جزائريون. لعلكم لم تفهموا قصدي.. إن الخضار الذي أطلب منه كيلو بطاطا فيغشني أو بائع اللبن الذي يتمادى في غشه أو صانعو القهوة الرديئة الممزوجة بالحطب والحمص، أو الطبيب الذي لا يفي بوعده وبقسمه يوم تخرج، أو تلك القابلة التي تهلك الجزائريات وهن أخواتها، أو تلك المربية التي لا تعرف أين ابنها وابنتها، أو ذاك الرجل الذي يتفنن في سب وشتم اللّه جلّ جلاله، أو ذاك الإمام الذي يخلق مشاكل في المسجد أو ذلك المقاول الذي يسرق من المشروع أو.. أو.. أو.. الخ.. كل هؤلاء جزائريون ومن يترشح منهم جزائري، ومن يفوز جزائري أيضا، وسيسرق وينهب ويخرب ويعيث في الأرض فسادا..المشكل الحقيقي في قاعدة المجتمع في كل فرد من هذا المجتمع، فسامحوني على كلامي ولكن لو كنا شعبا يستحق كل الخير لما حكمنا أناس مثل هؤلاء، بل قل طواغيت.. صدقوني عندما نصلح حالنا يصلح حال من فوقنا أوتوماتيكيا، فلو كنا صالحين ومتقين ومتبعين لكتاب اللّه وسنة حبيبه لحكمنا الراشدون وهذا أمر طردي بالفعل، لأن الحاكم الرشيد كان يوما ما طفلا في أسرة ومجتمع بقيم وأخلاق ومبادئ، فبائع اللبن كان يغشني وهو مواطن بسيط فكيف به إذا أصبح رئيسا. أما القابلة التي تهلك أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وهي مواطنة فكيف بها إذا فازت بالانتخابات، ستحصل كارثة أكبر من تسونامي.ويمكنكم الوصول إلى النتيجة نفسها مع أي مثال. وإن حدث وتدخل أحدكم ليمهلني ويقول مثلا إنه ليس جميع القابلات هكذا قد تترشح قابلة متقنة لعملها.. لا لا لا لن تفعل شيئا أمام مجموعة من الجزارين. ثم وإنني شخصيا أرى أن تكون هنالك مقاييس معينة لترشح أحدهم للرئاسة، ومن بينها أن يكون متحصلا على شهادة دكتوراه على الأقل، ويملك ماضيا سياسيا وخبرة دبلوماسية وعارفا لتاريخ البلد، وأن يكون قانعا شبعان لا تبدو عليه ملامح الجوع. وصراحة في وقتنا هذا والحال الخطيرة التي وصلت إليها الجزائر، فإنني لا أشترط أن يكون حافظا للنشيد الوطني أو يتقن اللغة العربية، لأن جميع مسؤولينا لايتقنون اللغة الرسمية، بل ولا يعرفون حتى تشكيل الكلمات فكيف بالإتقان، وحتى عامة الشعب لا يتقنونها، أما النشيد الوطني فأنا لا أحبّذ رجلا يتقنه جيدا وينهب ملايير الجزائر.. سأشترط إتقان اللغة العربية عندما يتحدث بها الشعب في الشارع، أما ونحن نتحدث لغات في لهجة (اللهجة الجزائرية+ اللغة الفرنسية +الإنجليزية+ الأمازيغية+ أثار اللغة العربية) فهو ليس مشكلا قط..نحن سنشهد أكبر فضيحة عرفها العالم من حيث تدني مستوى الفساد، وهذا يؤكد أن هناك فسادا في الدول الأخرى وبدرجات، إلا أن فساد المسؤولين الجزائريين فريد من نوعه.كانت معكم حواء منتديات “الخبر” من قلب الجزائر العاصمة

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات