خرج، أمس، بعد صلاة العصر، عدد كبير من الشباب بطريق زوي في مدينة خنشلة، في مسيرة، منددين بتصريحات مدير الحملة للرئيس المترشح، وذلك بغلق الطريق الوطني رقم 88 المؤدي إلى ولاية تبسة، الأمر الذي جعل القائمين على جهاز الشرطة بالولاية يكلفون أعوانا بمراقبة الوضع عن بعد، مع تخصيص مصالح الحماية المدينة لسيارات الإسعاف تحسبا لأي طارئ. الشباب الذين جابوا الطريق على مسافة 3 كلم أغلقوا الطريق تماما بإضرام النار في العجلات المطاطية، منددين بالتصريح الذي وصف بـ«الخطير” الصادر من سلال ضد الشاوية، معتبرين ذلك إهانة في حق سكان الأوراس، مطالبين الرئيس المترشح بإقالته من إدارة الحملة ومن مختلف دواليب الحكومة، وأكدوا أن سلال غير مرغوب فيه في ولايات الأوراس خاصة ولاية خنشلة.من جهة أخرى علمنا أن رئاستي الجمهورية والحكومة أبرقتا لولاة الولايات الثلاث تأمرهم بتنظيم لقاءات مع الأعيان والشباب والمجتمع المدني لتهدئة الوضع، وأنه سيتم قبل نهاية الأسبوع الجاري اتخاذ إجراءات التهدئة، دون الإشارة إلى مضمون هذه الإجراءات التي تهدف إلى إخماد نار الفتنة التي نشبت في منطقة الأوراس بسبب زلة لسان مدير حملة الرئيس المترشح.من جانب آخر اتهم مواطنون بولاية خنشلة، منتخبيهم محليا ووطنيا والأعيان بـ”التخاذل وقبول الإهانة لأطماع يرون أنها ستحقق لهم بعد رئاسيات 17 أفريل”، كما لم يفهم السكان الغاضبون عدم تحرك الرئيس المترشح بإصدار بيان عن طريق مستشاره علي بوغازي أو بلخادم على الأقل لتهدئة الخواطر الجياشة التي أعلنت استهجانها تصريحات مدير الحملة للرئيس المترشح عبد المالك سلال.وأكد المواطنون الذين خرجوا منددين بما بدر عن مدير حملة الرئيس المترشح، واستقباله ببرودة دم من قبل منتخبين محليين وفي البرلمان بغرفتيه، أن الذي أوصل منطقة الأوراس إلى التخلف هو ”هذا التخاذل من قبل منتخبيهم محليا ومركزيا، وعدم فعالية المجتمع المدني والأعيان الذين يباركون كل مرة الاستهجان بهم، ووصفهم بأبشع الصفات”، في إشارة إلى ما صدر عن عبد المالك سلال. وما زاد في صدمة هؤلاء المواطنين الذين التقت بهم ”الخبر”، ”عدم صدور أي بيان تنديد من قبل الرئيس المترشح ولو بكلمات يقرأها مستشاروه بوغازي أو الوافد الجديد على قصر المرادية عبد العزيز بلخادم”، مؤكدين أن ”عدم الاعتذار من رئاسة الجمهورية للشاوية دليل تواطؤ مفضوح، وعملية مقصودة وموجهة لضرب هذه المنطقة التي يعرفها العدو قبل الصديق”. كما وجهوا انتقادات لاذعة لمنتخبي ولاياتهم محليا ومركزيا عما وصفوه بـ«السكوت عما بدر من سلال الذي لم يعط لهذه المنطقة أي أهمية”، رغم أنه خلال زياراته الميدانية للولايات الثلاث خلال الحملة الانتخابية، في قالب تفقد المشاريع، كان يؤكد في كل اجتماع على أهمية منطقة الأوراس كصمام أمان للبلاد، وحين نزعه لقبعة الوزير الأول أظهر مدى حقده واستهجانه بسكان المنطقة الذين مازال في أريافها مواطنون لم يعرفوا طعم الاستقلال بعد، مطالبين منتخبيهم محليا ومركزيا بالاستقالة الجماعية، والتخندق مع المواطنين للدفاع عنهم، متهمين منتخبيهم ”بالموالاة للمصالح التي ستتحقق لهم بعد رئاسيات 17 أفريل ولو على حساب كرامة السكان”.من جانب آخر يجري تنسيق بين أعراش الولايات الثلاث قصد تنظيم وقفة احتجاجية بعاصمة الأوراس باتنة للتنديد بتصريحات سلال.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات