من يدفع لك لتشعل الفتنة ؟

 لا تعرف جمع كلمة فقير، وقلنا ربما لم ينتبه إلى دروس اللغة العربية في الابتدائي، لا تفرق بين الشعر والقرآن، وقلنا ربما التبس عليه الأمر في لحظة سهو، لا تعرف أن أنجيلا ميركل رئيس وزراء وليست رئيسة ولا تترشح للرئاسة، وقلنا ربما اختلط عليه الأمر، لكن أن تجرح شعبا في دمه واسمه وهويته، أن تتقيأ الوقاحة كلها من فم تعود استحلال كل شيء، فتلك الوقاحة كلها. من يدفع لك ثمن أن تشعل الفتنة في البلد الذي يبرأ لتوه من فتنة دامية؟ ومن يدفع لك نظير أن تلقي بالشرارة في كيان ملتهب أصلا بمشكلات البطالة والشغل والسكن وقمع حرية التعبير واغتصاب الحق في التظاهر؟ من يدفع لك ثمن أن تتسلى في القاعة البيضوية، فيما كان نزيف الدم وصوت الرصاص يسمع في أحياء وشوارع غرداية؟ من يدفع لك ثمن أن تضحك على ذقون طلبة جامعيين مازالت البراءة تسيجهم، لتعدهم بمساكن للمتخرجين، في الوقت الذي تفر عائلات من مساكنها في غرداية، تماما كما يحدث في مخيم اليرموك في سوريا؟ من يدفع لك ثمن صناعة خشم من بلاستيك، للتطاول على أصحاب “ النيف” من صناع التاريخ كمصطفى بن بولعيد وما أدراك ما مصطفى، ذلك الذي حفر الأرض بيده فانصاعت له؟ من يدفع لك ثمن الخبز الذي تأكله، لتشتم الأرض التي تزهر بالبلوط والصفصاف والقمح، وأينعت بالشهداء حين أذنت الحرية؟ من يلقي في أذنك كثيرا من الوساخة التي تقول، لتقول عن البطالين في الجنوب شرذمة، وعن الشاوية “حاشاكم”، وعن شعوب الحرية في تونس ومصر وليبيا “ناموسة الربيع العربي”؟ من يدفع لك لتحرق قلوب الناس من أم البواقي إلى خنشلة، وتحرق قلب تاجر من باتنة يبيع في قسنطينة، وتؤلم طالب علم من أريس يدرس في تلمسان، وتجرح قلب زوجة من مروانة نصيبها في بلعباس، وتؤذي طبيبا من ڤالمة يداوي جروح الناس في العاصمة، وتسيء إلى شرطي من سوق أهراس يحرس أملاك المواطنين في العاصمة، وتبكي جنديا من أم البواقي يحرس اليوم حدود البلد في إليزي؟ يا صاحبي المسلول من أي سلة أنت ومن أي كوكب جئت، لا تعرف العربية، ولا تقرأ التاريخ، ولا تلم بالجغرافيا، ولا تحترم الهويات.. فماذا تعلمت في المدرسة... ! قال الرجل الوقور الراحل عبد الحميد مهري: “هذا زمن الدناءة وللدناءة رجالها”، وفي هذا الزمن بعض المسؤولين يصلح بيعهم في السوق، تماما كما باع العز بن عبد السلام مماليك مصر ذات قرن.