+ -

كيف ستتعامل أوكرانيا مع الأمر الواقع الذي فرضته عليها روسيا بعد الاستفتاء الذي يجري في شبه جزيرة القرم؟ أوكرانيا لم تعترف بالاستفتاء في شبه جزيرة القرم، والمجلس الدستوري في أوكرانيا أصدر قرارا بعدم دستورية هذا الاستفتاء، لأنه لا يوجد في الدستور الأوكراني استفتاء محلي، لأن الاستفتاء يكون وطنيا، كما أن هذا الاستفتاء ينظم تحت سقف البندقية الروسية، لذلك نحن لا نعترف بهذا الاستفتاء ولا نعترف بنتائجه.الرئيس الأوكراني المؤقت تحدث عن تهديدات روسية بغزو المزيد من الأراضي الأوكرانية بعد ضم شبه جزيرة القرم، ما هي المعطيات التي استند عليها تورشينوف لإطلاق هذا التحذير؟ القوات الروسية موجودة بكثافة في شبه جزيرة القرم، كما أن هناك تواجدا مكثفا للقوات الروسية على الحدود الشرقية لأوكرانيا، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن ما بين 80 إلى 120 ألف جندي روسي يحتشدون على الحدود الشمالية والشرقية، وهذه قوة ضاربة وليست قوة دفاعية، والرئيس الأوكراني المؤقت أدلى بتلك التصريحات نظرا لتواجد القوات الروسية بمواقع قريبة من أوكرانيا، كما أن هناك استفزازات من ”سياح” روس في المناطق الشرقية للجماهير الموالية لأوكرانيا، من خلال وضع الأعلام الروسية، ونحن نؤكد بأنه لا يوجد أي خطر على المنحدرين من أصول روسية في أوكرانيا، وهذه العمليات الاستفزازية لا تبشر بالخير، لكن لا يوجد احتمال كبير لاستيلاء القوات الروسية على مزيد من الأراضي الأوكرانية، ونحن لا نتمنى الحرب مع الشعب الروسي الصديق.وهل هناك تحركات عسكرية في مناطق أوكرانية خارج شبه جزيرة القرم؟ هناك محاولات للاستيلاء على مناطق استراتيجية في جنوب أوكرانيا، حيث يتم تموين شبه جزيرة القرم بالكهرباء والمياه لأنها تعتمد بشكل كبير على إمدادات الكهرباء والمياه من المناطق الأوكرانية الأخرى خارج القرم، لذلك وقعت محاولة إنزال عسكري روسي في ولاية خيرسون، وهناك تصدى لهم الجيش الأوكراني ولم يكن هناك إطلاق نار بينهم، ولكن إنزالا روسيا بهذا الشكل يعني أن هناك اهتماما روسيا بالسيطرة على مناطق استراتيجية خارج شبه جزيرة القرم.هل هناك فعلا دعوات من منحدرين روس في شرق أوكرانيا لموسكو بالتدخل لحمايتهم؟ هناك مظاهرات في مناطق شرق أوكرانيا سواء من مناصرين لأوكرانيا أو مؤيدين لروسيا، ولكن هناك استفزازات من قبل ”سياح روس” قدموا إلى شرق أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، وتبين أن هؤلاء ”السياح” من أنشط المتظاهرين في المظاهرات المؤيدة لموسكو.ماذا لو فرضت روسيا أمرا واقعا على الأرض، سواء بضم القرم أو بالاستيلاء على مزيد من الأراضي التي يقطنها أغلبية ناطقة بالروسية؟ إذا فرض الأمر الواقع في شبه جزيرة القرم فسنلجأ إلى كل الخيارات الدبلوماسية مثل الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس التعاون الأوروبي، أما بالنسبة لدخول قوات روسية إلى مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا فسيكون لهذا الأمر عواقب وخيمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: