خاب ظن الائتلاف السوري المعارض من قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب طرفي النزاع في سوريا برفع الحصار عن المدن المحاصرة، إذ اعتبر المتحدث باسم الائتلاف لؤي الصافي أن المعارضة كانت تأمل في أن يكون القرار أكثر صرامة، من قبيل فرض تدخل خارجي بدواعٍ إنسانية من أجل إيقاف المجازر المرتكبة في حق الشعب السوري.وأكد الصافي في حديثه لوكالة أنباء ”الأناضول” التركية أن حل الأزمة السورية لن يكون سياسيا فقط، في إشارة إلى ضرورة تكثيف دعم الجيش الحر بالعتاد العسكري الثقيل لقلب موازين القوى على الأرض، موضحا في سياق حديثه أن حجم الأزمة الإنسانية في سوريا بلغت مستويات تتطلب توفير ما لا يقل عن نصف مليار دولار شهريا للتكفل بالاحتياجات الأولية للمتضررين من الأزمة.وتزامن موقف الائتلاف مع استمرار الجهود المبذولة من طرف الهيئة السياسية المعارضة في العواصم الغربية من أجل حشد الدعم للجيش الحر، فقد أعلن الائتلاف أن الرئيس أحمد الجربا سيشرع في زيارة إلى بروكسيل اليوم وغدا للمشاركة في اجتماع وزراء البرلمانيين الأوروبيين بغرض شرح تطور الوضع في سوريا وسبل دعم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، ومن المنتظر أن يلتقي الجربا مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الروسية ”نوفوستي” أن المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران أمس، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تهدف إلى التباحث مع المسؤولين الإيرانيين حول سبل تفعيل الحل السياسي وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وكانت زيارة الإبراهيمي لاقت ردود فعل سلبية من طرف المناهضين للنظام السوري في المنطقة العربية والعواصم الغربية، لاعتبارهم أن طهران حليف الأسد ساهمت في إطالة عمر الأزمة من خلال دعم الجيش النظامي السوري، فيما أكد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أنه لا يمكن ”لا يمكن لواشنطن ولا العواصم الغربية استبعاد إيران من حل الأزمة السورية”، في تأكيد على أن الحل لا بد أن يكون سياسيا.وكان الأسد من جانبه عاد ليؤكد أن حكومة دمشق عازمة على مواصلة ما أسماه ”مكافحة الإرهاب”، وفقا لما نقلته مصادر إعلامية لبنانية على لسان وفد لبناني زار الأسد في دمشق، موضحا أن مساعدة حزب الله اللبناني للنظام السوري جاءت من منطلق ”وجودهما في قارب واحد” على حد وصفه، في إشارة إلى أن مصيرهما واحد ومترابط. كما أضاف الوفد الزائر لدمشق على لسان الأسد أن هذا الأخير أكد لهم وجود قنوات تواصل غير مباشرة مع عدد من العواصم الخليجية والأوروبية بخصوص مواجهة تصاعد التيار الجهادي الإرهابي، بحسب ما نقلته الصحافة اللبنانية.إلى ذلك، كشفت مصادر من المعارضة لقاء جمع بين قادة سياسيين من الائتلاف وقادة عسكريين من حكومة المعارضة المؤقتة، يتقدمهم أسعد مصطفى وزير الدفاع والعميد عبد الإله البشير رئيس هيئة الأركان العسكرية وقيادة الأركان، بغرض تشكيل خلية أزمة للتعامل مع آخر التطورات الميدانية فيما يتعلق بتوغل الجيش النظامي في بلدة يبرود على الحدود مع لبنان، والتي تعتبر أهم معابر الإمدادات للمعارضة، بحسب ما ذكره نائب رئيس حكومة المعارضة المؤقتة إياد القدسي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات