لقد كتب الله عزّ وجلّ الخزي والعار والذّلّ والهوان لمَن يتولّى اليهود والنّصارى خاصة والمشركين والكفار عامة، لأنّهم ملّة واحدة تحارب الإسلام وأبناءه كلّما استطاعت لذلك سبيلاً. قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُود وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم}.وقال جلّ وعزّ في شأن مكر الكفرة وكيدهم بالإسلام وأهله: {وَدَّ الَّذِينَ كَفروا لَوْ تَغْفَلُون عَن أسْلِحَتكُم وَأمْتِعَتكُم فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَيْلَةً وَاحِدَةً} النّساء:102. ونهانا عز وجلّ نهي تحريم عن نُصرة أعداء الله بقوله: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُم أوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُم مِنْكُم فإنَّهُ مِنْهُم إنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي القوم الظالمين} المائدة:51.ويحذّرنا رحمة منه من خطر الصّهيونية بقوله: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} المائدة:82، ويقدّم اليهود في النّص على الّذين أشركوا.. ثمّ إذا راجعنا هذا الواقع التّاريخي، فإنّنا ندرك طرفًا من حكمة الله في تقديم اليهود على الّذين أشركوا، أنّهم هذه الجِبِلّة النّكِدة الشّريرة، الّتي ينتغل الحقد في صدرها على الإسلام وعلى بني الإسلام، فيُحذّر اللهَ نبيَّه وأهل دينه منها. ولم يغلب هذه الجبلّة النّكدة الشّريرة إلّا الإسلام وأهله يوم أن كانوا أهله، ولَن يخلص العالم من هذه الجبلّة النّكدة إلّا الإسلام يوم يفيء أهله إليه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات