38serv

+ -

 تحدث رئيس المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا عبد الله زكري، زوال أمس، لـ” لخبر”، بنبرة سخط وغضب حادة مباشرة بعد مغادرته وزارة الداخلية بساحة بوفو بباريس، فقد تم الكشف عن آخر الأرقام المرعبة والمخيفة المتعلقة بأفعال الإسلاموفوبيا، إذ تم تسجيل وفي سابقة من نوعها ما عدده 116 اعتداء في الفترة ما بين 7 و9 جانفي على مدار الأيام الثلاثة الدامية التي شهدتها باريس خلال الأسبوعين الفارطين، من بينها 28 اعتداء استهدف المساجد والمصليات، و88 تهديدا يتعلق بالسب وإهانة مسؤولي المنظمات والهيئات الممثلة للجالية المسلمة بفرنسا، بما فيها الأئمة، وذلك عن طريق تلقيهم رسائل ومكالمات هاتفية مجهولة، أي ما يعادل ارتفاعا بنسبة 110 في المائة خلال 72 ساعة فقط، وهو ما يصفه رئيس المرصد بالتصاعد الحاد والمقلق والفريد من نوعه إذا ما تمت مقارنته بالأفعال المسجلة طيلة شهر جانفي بأكمله من السنة الماضية، أين تم إحصاء 14 فعل إسلاموفوبيا.

وقد ندد عبد الله زكري بتنامي هذه الظاهرة التي تساعد على تأجيج الكراهية والعنصرية بين أفراد المجتمع الفرنسي، الذي نادى بالوحدة الوطنية والتعايش السلمي معا خلال المسيرة الباريسية التاريخية يوم 11 من جانفي، فقد أدان فيها أعضاء الجالية المسلمة بالاعتداءات والهجمات المسلحة التي ضربت باريس، محترمين بذلك مبادئ وقيم الدولة الفرنسية اللائكية، إلا أن البعض من المتطرفين يحاولون تعكير جو التعايش ويحمّلون كافة المسلمين الفرنسيين ذنب ما اقترفه ثلاثة شبان طائشين ويخلطون بين الجميع باستهدافهم الجالية المسلمة، وهو أمر غير مقبول وغير مسموح ولا مبرر له تحت أي ظرف من الظروف، يصرح المسؤول ذاته، مطالبا السلطات الفرنسية بالانتقال إلى الفعل والتخلي عن الخطابات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، بل زادت الطينة بلة، وذلك بالإسراع إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لردع هذا التنامي للإسلاموفوبيا بفرنسا، مع تعزيز الحراسة التي توصف حاليا بـ”العادية”، وتشديدها، كما هو الأمر بالنسبة للمعابد اليهودية، موجها نداءات لكل المسؤولين المشرفين على المساجد والأئمة بأخذ الحيطة والحذر والتحلي باليقظة ووضع الثقة في السلطات، لتبقى هذه النداءات الإجراء الوحيد الذي باستطاعة المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا اتخاذه، في انتظار ما ستسفر عنه هذه الأخيرة، لاسيما أن الشكاوى المودعة غالبا ما تقيد ضد مجهول. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: