تاريخ الحضارة الأندلسية ”يهزم” المخرج محمد شويخ

+ -

قدم المخرج محمد شويخ، أمس الأول، بقاعة الموڤار، العرض الأول لفيلمه الجديد ”الأندلسي” الذي غاص لمدة ساعتين وربع في أغوار تاريخ سقوط غرناطة في القرن الخامس عشر، وأورد جوانب من تاريخ الأتراك في الجزائر وتاريخ بربروس وكذا الطرب الغرناطي الأندلسي الذي ورثته بلدان الشمال الإفريقي، وقدم زوايا من حياة شخصيات جزائرية تاريخية كسيرة الشيخ الشاعر لخضر بن خلوف. وقد حضر العرض وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الخارجية رمطان لعمامرة.          

حاول المخرج محمد شويخ التوغل عميقا في تاريخ الجزائر، لإبراز سماحة الأديان، مقدما حكاية سالم بن أبي حمزة الذي جسد دوره الممثل الشاب ”محمد بن بريكي”، وهو نجل آخر قادة مملكة غرناطة الذي يرافق الملكة ”عائشة” وابنها الأمير أبو عبدل في رحلة البحث عن ملاذ آمن بعد أن هزمهم الإسبان. إلا أن مدة الفيلم مقارنة بحجم الأحداث من تاريخ الأندلس التي تناولها المخرج، جعلته يتيه في السرد ويشوّه الحوار. كان يمكن للفيلم أن يتميز لو قدمه وثائقيا من خلال تمثيل المشاهد ليغطي على لغة الحوار ”الضعيف”، بعد أن وضع جميع أبطال الفيلم في دور ”الراوي”، حيث لم يتوقف كل ممثل عن التعريف بنفسه وسرد الأحداث حرفيا، كأنه يقرأ كتاب تاريخ، بما يفسر أن المخرج الذي قال إنه ”ليس مؤرخا ولكنه تعامل مع التاريخ بحذر وحرص شديدين”، خاف من التاريخ إلى حد اقتباسه حرفيا، خصوصا بالنسبة لمسألة اختزال أحداث فترة هامة من تاريخ الجزائر والمغرب العربي.  الفيلم الذي انطلقت عملية تصويره سنة 2011 وكان من المفروض أن يكون جاهزا خلال خمسة أسابيع، لم ير النور إلا بعد 3 سنوات، وقد عاد ”كئيبا” لا يتماشي مع حجم التأخر ولا حتى مع ميزانيته التي بلغت أزيد من 5 ملايير سنتيم، حيث حظي بدعم من وزارة الثقافة والوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، كما تحصل على جزء من ميزانية الأفلام المنجزة في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية، بعد أن كان مبرمجا في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. كما لم تكن لغة الفيلم طيلة 135 دقيقة عربية فصحى ولا جزائرية، بل لغة كلماتها لا تتماشي مع ذلك العصر، لاسيما فيما يخص أداء الفرق الأندلسية التي قدمت اللهجة الجزائرية الحالية فيما كان بعض الأبطال يتحدثون بالفصحى. كما ظهرت في الفيلم العديد من الأخطاء التصويرية في تركيب الصور وكذا في الديكور، حيث عرض نسخة من القرآن الكريم مكتوبا عليها ”مطبوعات الحرم المكي” وهي نسخة حديثة. وما يحسب للفيلم أداء بعض الممثلين كنبيل عسلي في دور الشاعر لخضر بن خلوف، وحسان كشاش الذي أدى دور ملك المدينة عبدلي، والفنانة بهية راشدي التي أدت دور الملكة عائشة، ومليكة بلباي التي أدت دور الأميرة منصورة. ورغم أن معاناتهم مع السيناريو كانت جد واضحة، إلا أن أداءهم باللغة العربية والحضور التاريخي كان مميزا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: