مثل الّذين يُنفِقون أموالهم في سبيل اللّه

+ -

 قال اللّه سبحانه وتعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّه كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللّه يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة:261، فقد بيَّن سبحانه أنّ مثل مَن يُنفِق ماله في سبيل اللّه كمثل عود القمح الّذي يحمل سبع سنابل، وتحمل كلّ سنبلة منه مائة حبّة، بمعنى أنّ اللّه سبحانه يضاعف له ما أنفقه أضعافًا مضاعفة.فمِن خلال هذا المثل الحسي المشاهد والحيّ يدرك المؤمن أهمية وقيمة الإنفاق في سبيل اللّه، كما يتضمّن هذا المثل التّحريض على الإنفاق في كلّ ما هو طاعة، وعائد نفعه على المسلمين، فإنّ المال الّذي يكدّ الإنسان في جمعه، هو عطاء من ربِّه {كُلاًّ نُمِدّ هؤلاء وهؤلاء مِنْ عَطَاء رَبِّك وَمَا كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} الإسراء:20، {وَاللّه يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب} البقرة:212. ولكن الرّزق قد يكون نعمة على صاحبه، وقد يكون نقمة؛ فإن أنفقه في وجوه الخير كان نعمة، وإن بخل به، وسعى في كنزه وادخاره كان نقمة. واللّه سبحانه من خلال هذا المثل القرآني أراد أن يضع العلاج والدّواء الشّافي لشُحّ النُّفوس، وطمعها في حبّ المال؛ وأراد أن يستلّ منها نزعة الحرص ورغبة التّقتير، ويدفعها إلى البذل والعطاء والإنفاق بسماحة وطيب خاطر، ما يجعل هذا الإنفاق عنصرًا فاعلاً في بناء الأمّة اقتصاديًا، وتماسكها اجتماعيًا، ووحدتها عقديًا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات