+ -

 قال اللّه سبحانه وتعالى: { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} التكاثر:1-8.أخلصت هذه السورة للوعد والوعيد والتّهديد، وكفى بها موعظة لمَن عقلها. فقوله تعالى {أَلْهَاكُمُ} أي شغلكم على وجه لا تعذرون فيه فإن الإلهاء عن الشّيء هو الاشتغال عنه. فإن كان بقصد فهو محل التّكليف، وإن كان بغير قصد كقوله صلّى اللّه عليه وسلّم في الخميصة: ”إنّها ألهتني آنفًا عن صلاتي” رواه البخاري ومسلم وأبو داود.ولهذا كان قوله {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} أبلغ في الذمّ من شغلكم. فإنّ العامل قد يستعمل جوارحه بما يعمل وقلبه غير لاه به. فاللّهو هو ذهول وإعراض. والتكاثر تفعل من الكثرة أي مكاثرة بعضكم لبعض وأعرض عن ذكر المتكاثر به إرادة لإطلاقه وعمومه أنّ كلّ ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة اللّه ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذا التّكاثر.فالتكاثر في كلّ شيء من مال أو جاه أو رياسة أو نسوة أو حديث أو علم، ولاسيّما إذا لم يحتج إليه.والتكاثر فيه منافسة للخيرات ومسابقة إليها. ففي صحيح مسلم من حديث عبد اللّه بن الشخير أنّه: انتهى إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} قال: ”يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلاّ ما تصدّقت فأمضيت، أو أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات