+ -

 كانت المرأة قبل الإسلام شبه رقيقة لم يكن لها حقّ يعترف به، تُورث ولا تَرث وتُكره على الزّواج ممّن تكره، وتدفن حيّة، فلمّا جاء الإسلام رفع من شأن المرأة، ورّدَّ إليها كرامتها، وأقّرَّ بحقوقها وأعطاها حقوقاً كاملة غير منقوصة، وأنزلها المنزلة اللائقة بها وخلَّصها من الظلم والاضطهاد، ووضع عنها الأثقال الّتي كانت ترزح تحتها. ويتجلّى هذا التّكريم للمرأة فيما قرّره من تشريعات:مساواة المرأة بالرجلقرّر اللّه تعالى مساواة المرأة بالرجل في الجنس، وأنّها مغرس للنّوع الإنساني فتستحق كلّ إكبار واحترام، قال تعالى: {واللّه جعلَ لكُم مِن أنفُسِكُم أزواجاً وجعل لكم من أزواجِكُم بنين وحفدَة}. والمرأة بهذا تكون مشاركة للرجل في بناء حياة الأسرة الّتي تحمل اسمه، وترفع ذِكره، وتبقي أثره.وتأكيداً لهذه القاعدة، روى أحمد وأبو داود عن سيّدتنا عائشة رضي اللّه عنها أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ”إنّما النِّساء شقائق الرِّجال”، فلها حق اختيار زوجها، وأنّها لا تكره على زواج ولو كان المكره أباها.مشاركتها للرجلفي النشاط الروحيفقد كانت تحضر المسجد، وتشاركه في صلاة الجماعة، وصلاة الجمعة، وكان نبيُّنا صلّى اللّه عليه وسلّم يقول لمَن يحاول أن يمنعهنّ عن المسجد: ”لا تمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه”، وكانت تشارك الرجل في صلاة العيدين، وكان صلّى اللّه عليه وسلّم يأمر النساء بالخروج لحضور العيدين، وحتّى الحُيَّض منهنّ ليشهدن الخير ودعوة المسلمين.مشاركتها في النشاط الاجتماعيكانت المرأة تدفع الزّكاة والصّدقة، وتعود المرضى، وترعى حقّ جيرانها، وتتعلَّم وتُعلِّم، وتنتقد الحُكّام مع الخلفاء وغيرهم، وتأمُر بالمعروف وتنهى عن المنكر. ولقد اعترضَت امرأة على عمر رضي اللّه عنه حينما نهى عن التغالي في المهر، وأراد أن يضع لها حدًّا، فقالت له امرأة: يا أمير المؤمنين أمَا سمعتَ اللّه يقول {آتَيْتُم إحداهُنّ قِنطاراً فلا تأخُذوا منهُ شيئاً}، فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر.نشاطها في الجهاد السياسيأعفى الإسلام المرأة من فريضة القتال، ولم يلزمها به، ولكن لها أن تخرج مع الجيش لتقديم الطعام والشراب وتضميد الجروح وإسعاف المصابين. وكانت السيّدة فاطمة بنت الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم تخرج مع غيرها من النساء لهذه المهمّة وكانت تحمل القِرَب على ظهرها لتسقي العطشى.وأعطى لها الإسلام الحق في تأمين مَن ترى من الأعداء المحاربين، وإذا أمَنَتْهُ فلا يحل لأحد أن يعتدي عليه. قالت أمّ هانئ بنت أبي طالب رضي اللّه عنها يوم فتح مكة: يا رسول اللّه، قد أجرت– أي أمِنْتُ- رجلين، فقال لها صلّى اللّه عليه وسلّم: ”قد أجرنا مَن أجرتِ يا أمّ هانئ”.مشاركتها الرجل في أعمالههذه هي الأعمال الّتي يلتقي عليها الرجل والمرأة فيما لا يتعارض مع طبيعتها وأنوثتها، أمّا الأعمال الّتي تتعارض مع هذه الطبيعة، وتتنافى مع هذه الأنوثة، إنّ الإسلام لا يُرحِّب بها، وقد تكفّل لها حياة كريمة في ظلّ تشريعاته الحكيمة العادلة.مشاركتها الرجل في طلب العِلممن المعروف في الإسلام أنّ كلّ ما فرضه اللّه عزّ وجلّ، فهو مفروض على المرأة إلاّ في بعض الأمور الخاصة بالنساء، وقد جاء في الحديث الصّحيح قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: ”طلب العِلم فريضة على كلّ مسلم”، ويدخل فيه المرأة والرجل، وهو نصّ صريح في وجوب تعلّم المرأة والرجل العِلم. روى أبو بردة عن أبي موسى الأشعري قوله: ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة إلاّ وجدنا عندها علماً فيه.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: