تنوعت شعارات الوقفة الاحتجاجية بجامعة بوزريعة، التي نظمها صباح أمس مجموعة من الأساتذة الجامعيين، بين رافض للعهدة الرابعة ومطالب برحيل النظام ورئيسه المقعد، واتهام للسلطة بتخويف الجزائريين وجعلهم يعتقدون بأن النظام الحالي هو من سيحفظ لهم الاستقرار.تعمّدت، أمس، إدارة جامعة بوزريعة منع المحتجين من أساتذة جامعيين رافضين للعهدة الرابعة، من تنظيم وقفتهم الاحتجاجية داخل الحرم الجامعي، ودفعهم إلى الخارج لجعلهم “لقمة صائغة” لمن كان ينتظرهم من قوات الأمن عند باب الجامعة.ضربت إدارة الجامعة عرض الحائط جميع مساعي المحتجين الذين طلبوا منها الإبقاء على الصحفيين لتغطية الحدث، أو الالتحاق بهم خارج الحرم الجامعي مع مجموعة من الطلبة، لتجنب أي انزلاق أمني يمكن أن يؤدي إلى أعمال شغب، غير أن التعليمات الصارمة التي تلقاها مسؤولو الجامعة حالت دون إقناعهم بتغليب المصلحة العامة، على حساب “التبراح” لعهدة رابعة.ومثلما عهدت قوات الأمن ممارسته، منذ انطلاق الاحتجاجات المعادية للعهدة الرابعة، فقد تم توزيع أعوانها بالزي المدني والرسمي منذ الساعات الأولى بمحيط الجامعة، كما تم تشديد الرقابة على الوافدين من الطلبة والأساتذة، بطلب البطاقات الجامعية ورخص دخول بالنسبة للأجانب عنها. وقام أعوان الأمن التابعون للجامعة بمنع الصحفيين من الالتحاق بالوقفة الاحتجاجية للأساتذة من مختلف التخصصات، فيما تعرض آخرون، ممن تمكنوا من الدخول إلى داخل الحرم الجامعي قبل انطلاق الوقفة، إلى وابل من الأسئلة حول مكان التوجه أو هدف الزيارة، ليؤكد هؤلاء للصحفيين بأنهم غير مرغوب فيهم لتغطية الاحتجاج.وما إن توجه الأساتذة إلى خارج الحرم الجامعي للإدلاء بتصريحاتهم للصحفيين، قامت مجموعة من رجال الأمن بتطويق المحتجين لمنع أي مسيرة قد يلتحق الطلبة بصفوفها، غير أن تعليمات اللواء هامل كانت حاضرة هذه المرة، حيث فضّل رجاله عدم الاحتكاك بالمحتجين، مع السماح لهم بالاعتصام أمام مدخل الجامعة والتحدث لوسائل الإعلام المختلفة. ودعا الأستاذ الجامعي ناصر جابي مختلف المؤسسات الجامعية الموزعة عبر ربوع الوطن للمشاركة في الوقفات الاحتجاجية التي ستنظم مستقبلا من قِبل الأساتذة الجامعيين، للوقوف ضد العهدة الرابعة لرئيس قال عنه “إننا لسنا ضد شخصه، غير أنه تبين منذ سنتين بأن الرجل عاجز عن القيام بمهامه الدستورية”. وأضاف بأن السلطة تؤكد لنا مرة أخرى بأنه “لا يمكن أن نعوّل على الانتخابات لتغيير النظام”. وفي السياق نفسه، اتهم الأستاذ نفسه “مجموعات صغيرة على مستوى السلطة ترفض تغيير النظام السياسي الحالي”، على حد قوله، بابتزاز الجزائريين وتخويفهم، وتخييرهم بين الإبقاء على النظام الحالي أو تعرّضهم لمواجهة مصير مشابه لجيرانهم التوانسة والليبيين على خلفية الربيع العربي. من جهته، أكد الناشط الحقوقي محمد أرزقي فراد أنه “لا يمكن الاستمرار في استغباء الشعب الجزائري”، مؤكدا بأن الجامعيين من أساتذة هم “معارضون لنظام سياسي صادر الاستقلال واغتال الثورة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات