“الحشمة” مرض نفسي يحتاج إلى علاج

+ -

يعاني بعض أفراد المجتمع، ذكورا وإناثا، من الخجل، الذي يعتبر ظاهرة مرضية تنتشر عند الشباب أكثر من الراشدين، هي حالة نفسية خاصة تمس العواطف، وكذا قدرة الشخص على تقبل ومواجهة ما يعيشه في اللحظة من تصورات وتخيلات التي تدور في عقله. غالبا ما تصبح هذه الحالة مقلقة ومصدرا للخوف والحسرة، حيث يؤدي هذا الإحساس غير الطبيعي إلى كبح قدرات الشخص وعدم تمكنه أو عزمه على القيام بما ينوي تحقيقه. قد يعيش هذه الحالة الطفل في المدرسة أو في الثانوية، أو حتى الشاب في الحي الذي يسكن فيه مع أصدقائه، أو في الجامعة مع زملائه، وكذا مع أفراد عائلته، ويعيشها أحيانا الراشد في عمله.. الخ، وترتبط هذه الحالة النفسية المضطربة بالخوف من ردّ الفعل، وما يتبعه من أعراض كالاحمرار أو التعرق أو التلعثم أو عدم القدرة على الكلام أو الصعوبة في التنفس أو الإحساس فجأة بأوجاع في منطقة ما من الجسم.. الخ.وتتمظهر هذه الحالة من خلال جانبين اثنين:-الحسرة التي يسبّبها الخوف الذي يحاصر الشخص، سواء بالنسبة لما يعيشه من تناقضات ونزاعات داخلية التي تسيطر على “الأنا”. علما أن الشخصية مبنية على 3 عوامل: هي الأنا والهذا وفوق الأنا، حيث يخضع الشخص باستمرار إلى صراعات متجددة بين “الهذا” و«فوق الأنا” كلما ضعف “الأنا” الذي من المفروض أنه هو الذي يلعب دور الحاكم ما بين العاملين السابقين، سواء بالنسبة لما يقابله أو يواجه الفرد في حياته اليومية مع زملائه أو أفراد عائلته وغيرهم.-القلق بسبب الخوف الذي يسكن الشخص الذي يتخيّل الوسط الذي يعيش فيه مملوء بالأخطار، التي تداهمه على الدوام وتجعله يخاف من أغلب ما يود القيام به، فتحبس أفكاره وتشلّ حركاته وتبعثر تصوراته.وقد تختفي هذه الحالة النفسية أحيانا مباشرة بعد بلوغ الشخص سن معين بعد المراهقة مثلا، أو أثناء مرحلة الرشد، وأحيانا أخرى قد تتفاقم، حيث تكثر النوبات أكثر وتعيق الشخص أكثر، وتصبح شخصية الإنسان متوترة إلى حدّ بعيد، إذ يخاف من الخروج لمقابلة الناس ومن الكلام ومن القيام بعمله.. الخ، وغالبا ما يؤدي هذا التصرف إلى انعزال الشخص والابتعاد عن الناس أكثر فأكثر، ثم تأثره بهذا الانعزال ليصاب باضطرابات عدة فيما يخص شهيته ونومه وأحلامه المزعجة والإعياء النفسي والبدني وعدم الرضا والإحساس بآلام شتى...الخ، وتحتاج مثل هذه الحالات معالجة نفسية مستمرة ومتابعة من قِبل طبيب نفساني كفء إلى حد الشفاء، لتفادي تطورها إلى حالات أخطر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: