العلاقات العشائرية والمحسوبية في المؤسسات تحت المجهر

+ -

 صدر، مؤخرا، عن مؤسسة ”كنوز” الحكمة للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان ”الديناميكيات الاجتماعية للعمل في المؤسسة الصناعية الجزائرية” من تأليف الدكتور علي زكاز، أستاذ محاضر وباحث بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين، ومساهمة الأستاذ علي بوشوشة. يقع الكتاب في 185 صفحة، مقسم إلى ستة فصول، يقع الجانب التطبيقي منه في 3 فصول، ويعتبر محاولة لمعرفة أسباب وظروف التطورات التي عرفها التنظيم الرسمي للمؤسسة الصناعية الجزائرية. يعد الكتاب حصيلة عمل امبريقي (تجريبي) تم في أهم المؤسسات الصناعية العمومية الجزائرية وهي المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة وهي الشركة الوطنية للصناعات الميكانيكية (سوناكوم سابقا)، التي كانت تعد مفخرة اقتصادية وصناعية استنادا للخطاب الرسمي التنموي آنذاك. ويعالج الكتاب بعض المشكلات الجوهرية التي تعتبر عوائق تنظيمية للفعالية والأداء والإبداع والابتكار التي تعاني منها المؤسسة العمومية، لأن الأمر يتعلق بتغلغل الأشكال التقليدية للتعايش الاجتماعي (المحسوبية والجهوية والقرابة والانتماء إلى نفس الحي وإلى نفس التوجه الأيديولوجي)، التي تحولت إلى سلوك شائع رغم تعارضه مع مفهوم المؤسسة الحديثة.  ويشير المؤلفان إلى أن ممارسات التوظيف وفق العلاقات غير الرسمية، أنتجت هوية تنظيمية ذات طابع عشائري يتنافى والتنظيمات الحديثة القائمة على العقلانية. كما أنه في ظل غياب استراتيجية واضحة للمؤسسة في ميدان تسيير المسار المهني للعامل، أصبح الكل يخطط لأجل قريب وآني لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة دون فقدان أي شيء، فنتج عنه الجمود في المناصب بالنسبة للبعض والترقية بالنسبة للبعض الآخر دون استحقاق، على نحو ما يشير إليه المؤلفون في الفصلين الخامس والسادس عند تطرقهما لمسألة المنافسة على أساس معايير لا مهنية وهيمنة الطابع المطلبي للترقية وتهميش مبدأ الاستحقاق. وعلى هذا الأساس، فإن الإنارة التي قدمها المؤلفان تسمح لأصحاب المؤسسات  من الجيل الجديد  بتعديل قواعد العمل من قيادة وحوافز وتوظيف وترقية، ودفعها نحو المنافسة خاصة في ظل اقتصاد السوق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: