38serv
انتقل أنصار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من معركة الدفاع عن حقه في الترشح لعهدة رابعة، بعد الشكوك الكبيرة التي أطلقتها المعارضة حول قدرته الصحية في الاستمرار، إلى استراتيجية أخرى تتبنى الهجوم على دعاة المقاطعة والنزول إلى الشارع، من خلال اتهامهم بالسعي لنشر “الفوضى” وتقويض “استقرار البلد”، وحتى “الانخراط في أجندات أجنبية”.يحاول أنصار الرئيس استعادة زمام المبادرة في الشارع، بعد أن استطاعت الأصوات الرافضة لترشح الرئيس أن تستقطب اهتماما إعلاميا كبيرا في الداخل والخارج، من خلال المظاهرات المنظمة خلال الأيام الأخيرة، تنديدا بترشح الرئيس رغم الحالة الصحية التي ظهر عليها خلال استقباله من طرف رئيس المجلس الدستوري.ويستعد أبرز مساندي الرئيس للانخراط في حملة دعائية كبيرة للترويج للرئيس الذي لن تسعفه حالته الصحية في القيام بحملته الانتخابية بنفسه. وفي هذا السياق، سجل رئيسا الحكومة السابقان أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم حضورا إعلاميا بعد عزوف طويل عن الظهور، إلى جانب ذلك خرجت بيانات تحمل نبرة قوية من الأحزاب الموالية للرئيس.وتعليقا على هذه الحملة، يعتقد محمد ذويبي، الأمين العام للنهضة، أن منظومة الحكم في الجزائر “مبرمجة على سياسة رفض الرأي الآخر من المنطلق كمبدأ وكعقلية وكممارسة، لذلك نجدهم يخرجون من إطار الفكر السياسي البناء إلى إلقاء التهم غير المبررة جزافا من غير اجتهاد سياسي”. وأضاف أن “المعارضة ترى أن الجزائر تعيش الغلق المبرمج والممنهج والمكرّس ميدانيا”.ويتهم ذويبي أنصار بوتفليقة بمحاولة تحريف النقاش عن مضمونه الحقيقي، من خلال توجيهه فقط “ناحية مقاطعة المعارضة للعهدة الرابعة، وهي في الحقيقة مغالطة لا أساس لها”، لأن المشكل يكمن في منظومة حكم كاملة “ليس لها نية في ترك الحرية للشعب حتى يختار حاكمه، وما العهدة الرابعة سوى نتيجة لهذه الممارسة”.ويرى لخضر بن خلاف، عن حزب العدالة والتنمية، أن خروج أنصار العهدة الرابعة عن صمتهم، كان متوقعا، نظرا لإحساسهم بأن الجزائريين لم تنطل عليهم “الصورة المفبركة” التي ظهر بها الرئيس في المجلس الدستوري. “كانوا يعتقدون أن الشعب الجزائري ستزال عنه الشكوك فور ظهور الرئيس، لكنهم فشلوا في الإقناع بتلك الصور الباهتة وذلك الصوت الذي لا يكاد يُسمع”.وشبّه بن خلاف استراتيجية خصومه الإعلامية باستعمال الدعاية الإعلامية على طريقة الوزير النازي جوزيف غوبلز، إذ قال “شعارهم في هذه الانتخابات، أكذب وأكذب ثم أكذب حتى يعلق شيء من الحقيقة في ذهن الشعب”، مستطردا “لكن الصوت والصورة لا يمكنهما الكذب”.ويقول جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، إن أنصار الرئيس أنفسهم، تفاجأوا للصور التي ظهر عليها مرشحهم مبرزة “عدم قدرته على الاستمرار في الحكم، ما أدى إلى حالة من الارتباك واضحة في صفوفهم، خاصة أنهم أحسوا أن الرأي العام الوطني صار أبعد ما يكون حاليا عن العهدة الرابعة”. ويعتبر جيلالي سفيان أن الظهور الإعلامي لشخصيات أبعدها الرئيس في السابق، على غرار رئيسي الحكومة السابقين، أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم، تأدية لدور جديد، متسائلا عن قدرة هذه “الشخصيات العجيبة على التكيف مع كل المواقف بعيدا عن أي مبدأ”. ويستبعد جيلالي سفيان “حدوث صدام في الشارع بين أنصار الرئيس ومناوئيه، إلا في حال خروج أنصار الرئيس عن السلمية”، مؤكدا أن “دعاة المقاطعة ملتزمون بالسلمية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات