تجار وأثرياء يقبلون على أجهزة كشف النقود المزورة

38serv

+ -

ينشط مهرّبون مؤخرا، في استيراد أجهزة كشف النقود المزوّرة  من دبي والصين، والتي أصبحت تعرف إقبالا كبيرا من قبل تجار وأثرياء بعد تفشي ظاهرة  تزوير النقود من قبل عصابات صينية وإ‘فريقية.ابتكر بعض التجار في الجزائر وسيلة جديدة للربح، تتمثل في فحص النقود المزوّرة، وذلك عن طريق أجهزة تستعمل حاليا في بعض أسواق الجملة الكبرى وأسواق السيارات، ويشيع استعمالها أكثر من قبل تجار العملة، رغم أن القانون الجزائري يفرض رخص خاصة لاستيرادها لأنها تستغل من قبل البنوك فقط.يقول  السيد مجونح خالد، وهو صاحب  شركة  خاصة  “اقتنيت  أحد  هذه الأجهزة  من أحد أسواق التجهيزات الإلكترونية وأستعملها في فحص النقود، خاصة عندما يتعلق الأمر بمبلغ مهم بالأورو أو بالدولار”. مشيرا إلى أن الطلب على شراء أجهزة كشف النقود  المزورة  تضاعف  في السنتين الأخيرتين، حيث شاهدها في بعض أسواق السيارات وفي عدد من أسواق الجملة بولايات الجزائر المسيلة، مستغانم والعلمة. وعن مصدر هذه الأجهزة، كشف المختص في الإعلام الآلي، المهندس بن سدي محمد  “إن بعض هذه الأجهزة مصنوع في الصين، وهي تقليد  لأجهزة أصلية تصنع في اليابان والولايات المتحدة، لذلك فنتائج فحصها غير دقيقة وغير مضمونة في الكثير من الأحيان”.  ولأن الجزائريين يرغبون في اقتناء أجهزة رخيصة، فإن بعضهم يستعمل معدات تعطي نتائج فحص غير مضمونة، كما أن  بعضها تنتمي إلى الجيل الثاني و كون نتائجها غير دقيقة. ويضيف المتحدث  “كيف يمكن لتاجر الوثوق في جهاز يباع بسعر لا يزيد عن 70 ألف دينار. مشيرا إلى أن المعدات الالكترونية المتخصصة في فحص النقود تنقسم إلى عدة أنواع، النوع الأول يكشف عمليات التزييف الرديئة أو البدائية، وهي مصنوعة في الصين ولا يمكنه كشف طرق التزييف المعقدة خاصة بالنسبة لما يسمى بـ“الدولار، الأورو” وتتراوح قيمتها بين 5 و10 ملايين.أما النوع الثاني من هذه الأجهزة ، فيقوم بتحديد عمليات التزييف ذات الاحترافيَّة العالية، وهو غير متاح  لأن سعره لا يقل عن 100 مليون سنتيم، فيما يعدّ النوع الثالث باهظ  الثمن، ولا يمكن لغير البنوك الكبرى اقتنائه،  وهو جهاز قياس يعمل عن طريق برامج الذكاء الصناعي ويستخدم ماسحات ضوئية سريعة تعمل على مسح ضوئي وتُقارن بين قاعدة بيانات خاصة مزروعة في ذاكرة الجهاز، وهذا يتم في لحظات ويعطي النتيجة في أقل من ثلاث ثوان. القلم السحريويستعمل بعض التجار ما يسمى بـ“القلم السحري” الذي يهرّب هو الآخر من الصين وأحيانا من الولايات المتحدة  الأمريكية،  ويمكنه فحص الدولار بصفة خاصة، إذ  يعمل بالكشف الكيميائي للنقود التي يتغيّر لونها إلى الغامق في حال  تعلق الأمر بأوراق نقدية مزورة، بينما يعتمد تجار آخرون على كاشف بسيط فعال للغاية حسب بعض تجار العملة، وهو أداة تعتمد الكشف الضوئي البسيط، حيث تظهر الشريط المعدني داخل العملة بوضوح تام. رفض أحد أهم تجار العملة في الجنوب الكشف عن هويته الحقيقية، سميناه محمد، والذي أطلعنا على وسيلة بسيطة جدا لكشف العملات المزورة، ويمكن التعرف بها على العملة المقلدة  في أكثر من 70 بالمائة من الحالات دون الحاجة لاستعمال الآلات المتخصصة في كشف العملة المزوّرة.وتتلخص الطريقة في وضع  جزء من  الورقة النقدية  في كوب ماء لنصف دقيقة أو أقل، فإذا ما تغيّر لونها أو بدأ  حبر الطباعة في التحلل، فإن الورقة مزورة، أما إذا حافظت على لونها، فإنها صحيحة وفي بعض الحالات عندما تكون عملية التقليد شديدة الدقة، فإن الحبر يبقى على حاله في أغلب الحالات  باستثناء عملة الأورو، لكن الورقة تصبح قابلة للتفتيت والتقطيع بسهولة بسبب نوعية الورق الذي عادة ما يكون أقل جودة من الورق المستعمل في طباعة العملة الحقيقة. من جهته، كشف إطار سابق في البنك المركزي الجزائري السيد  “موساوي.ع”، أن أبسط طريقة لكشف النقود المزورة هي مراقبة أرقامها التسلسلية والتأكد من عدم تشابهها خاصة عندما يسلّمك شخص مجموعة أوراق.ففي الكثير من الأحيان، تكتب الآلات الناسخة الرقم نفسه على كل الأوراق المقلدة مكررا ولا تكتب أرقاما متسلسلة كما في العملة الصحيحة. ولهذا،  فإنه في أغلب العملات المزورة بطريقة بدائية تجد أن كل الأوراق لها نفس الرقم التسلسلي، كما أن استعمال الآلات الناسخة  في التزوير حتى أكثرها تطورا، ينتج عنه  نقص في  مدى حدة ألوان العملة  وهو أمر شائع في العملات المقلدة، حيث تختلف ألوان العملة المزورة عن العملة  الصحيحة ذات الألوان الزاهية ولو كانت قديمة.“التذوق” .. وسيلة أيضاويعتمد الأوروبيون، حسب السيد  موساوي، على طريقة غريبة في التعرف على العملة  بالتذوق،  حيث  يعرف كبار السن مثلا في فرنسا وألمانيا طعم الفرنك  القديم والمارك، والآن يعرف الناس في إسبانيا وفرنسا وألمانيا ذوق الأورو وهو مذاق فيه بعض الملوحة بالنسبة للأوراق القديمة وطعم شبيه بالكحول في الأوراق الجديدة. أما أوراق الدينار الجزائري خاصة فئة 200 و1000 دينار،  فإن  رائحة  الورقة القديمة مميزة للغاية وهي ناتجة في الأوراق القديمة من تفاعل الماء العرق مع  حبر “انتاليو”  ولا يمكن أن تنتج هذه  الرائحة في العملات المزورة، ويمتاز هذا الحبر بأن له مذاق مشابه للكحول وفيه بعض الملوحة ويمكن بالتذوق التعرف على العملة المزورة التي تحمل مذاقا مختلفا غالبا ما تكون فيه مرارة. ويضيف السيد موساوي، يمكن للإنسان الذي يتعامل دائما مع الأوراق النقدية كشفها من خلال لمس الورقة، فسطح العملة في العادة تكون به نتوءات تنتج عن الطباعة في العادة، والعملة الصحيحة بها تضاريس ناتجة عن طباعتها وهناك سلاسة في الأماكن الخالية من الحبر المستعمل في الطباعة  وهو مادة  “أنتاليو” الكيميائية التي تترك أثرا على الورق. أما العملة المقلدة فملمسها إما ناعم جدا أو خشن. وذلك حسب نوعية الورق والحبر الكيميائي البسيط الذي لا يترك أي أثر على الورقة، ويمكن حسب كل عملية حسب  مصدرنا كشف التزوير خاصة في الدولار، حيث توجد ظلال ظاهرة وأخرى خفية  تحت صور الزعماء الأمريكيين الموجودة صورهم على كل فئة من 1 إلى 100 دولار وينطبق الأمر نفسه على عدة عملات. وبالنسبة للعملة الأوروبية الموحدة  الأورو، فإن الظلال تتشابك حول وداخل العلامة المائية ويمكن بسهولة شديدة كشف التزوير في الأورو عن طريق تباين اللون بين العملة الصحيحة وغيرها.   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: