الظاهر أن القائمين على إخراج ”فيلم” الانتخابات في بلادنا فقدوا كل تقنيات وفنيات العملية، التي تحتاج إلى دقة شديدة من أجل حبك الخدع السينمائية، حتى تقترب من الحقيقة، وبالتالي تخدع المشاهدين وتجعلهم ينساقون وراء قصة الفيلم ويتعاطفون مع أبطاله. غير أن عمليات تصوير المشاهد الأولى لهذا العمل الرديء، أضحكت كل العالم وليس الجزائريين فحسب، على مخرجيه وأبطاله، بعد أن اكتشفوا بأن الفيلم في حقيقة الأمر غير مخصص للكبار، لأنه فيلم كارتوني وأن فكرته سرقت من شركة ”والت ديزني” الشهيرة، والكل يتذكر الرسوم التي كنا نشاهدها ونحن صغار، وأخص بالذكر منها سباق ”السلحفاة والأرنب”، ولأن الأطفال الصغار بفطرتهم وبراءتهم يميلون لمناصرة الضعفاء، كما هو الشأن لمسلسل ”توم وجيري”، فإن سيناريو هذه الرسوم جاء موافقا لذلك، حين تتمكن السلحفاة من تحدي الأرنب في سباق السرعة، وتتمكن في الأخير من الفوز، بعدما حاولت ”السلحفاة” لتعويض العجز المسجل على قدراتها البدنية المحدودة جدا مقارنة مع قدرات الأرنب، بقدراتها العقلية والفكرية، وهكذا تمكن مخرج هذه الرسوم من تحويل كل أنظار الأطفال حول العالم إلى أفلامه الكارتونية، لأن كاتب مثل هذه السيناريوهات تعامل مع حقيقة عقول الأطفال واحترم تفكيرهم وعالمهم الخيالي، عكس مخرج سباق الرئاسيات، الذي حاول إعادة نفس حكاية سباق ”السلحفاة والأرنب” غير أن دور السلحفاة لم يمنح للشخصية المطلوبة والتي يمكنها وفي مشهد كاريكاتوري تقمص فعلا هذا الدور، بعد أن أخلط مخرجنا بين القدرة التي يمنحها الخالق لكل مخلوقاته، وبين القدرة التي يأخذها منهم بعد حين، وأثبتت مشاهد التصوير الأولى أن صاحب الدور الفاقد لقدراته البدنية المكتسبة، لم يعد كذلك يتمتع بالقدرات العقلية، حيث فشل في إعادة ما لقّنه إياه المخرج، لينطق بجملة تثبت تحديه لمنافسيه الأرانب وإثبات أنه يتمتع بنفس القدرات الفكرية لسلحفاة الرسوم المتحركة، الأمر الذي قتل آخر الأمل في نفوس المشاهدين الذين انفضّوا من حول هذا الفيلم السخيف والمستخف بعقولهم، قبل إنهاء آخر مشاهده، تاركين المخرج وفريقه يصرون على إتمام آخر لقطات التصوير، لأنهم لا يعولون على إيرادات هذا الفيلم ونسبة حضور الجماهير حين عرضه يوم 17 أفريل عبر كامل تراب الوطن، بما أن شركة الإنتاج تابعة للقطاع العام، التي لا تفلس أبدا لكونها شركة سيادة، فهي لا تهتم لا بمداخيل هذا الفيلم ولا بنسبة مشاهدته، بقدر ما هي مهتمة بإنهائه وتسويقه بكل ما يحمله من فشل ورداءة، وفي الأخير فهي التي ستعلن عن نجاح هذا الفيلم وتحقيقه ونسبة مشاهدته الكبيرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات