المغرب وجد نفسه معزولا وقراراته يطبعها التسرع

38serv

+ -

ما هي قراءتكم للأزمة التي تعيشها العلاقات المغربية الموريتانية؟ إن سبب الأزمة في العلاقات بين البلدين يتمحور حول ملف الصحراء الغربية، وموقف موريتانيا منه، حيث أن نواكشوط تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية، وبالتالي، وفق القانون الدولي، فإن المغرب ليس لديه حدود مع موريتانيا، وبالتالي ليس لديه حدود مع دول الساحل، ما يعني أن لا دور له في هذه المنطقة، في وقت أن المغرب من جهة يريد أن يلعب دورا إقليميا في المنطقة، كما يريد أن يلعب هذا الدور بإيعاز من فرنسا، ومن جهة أخرى الاعتراف له بهذا الدور وبحدوده مع دول الساحل يعني اعترافا بسيادته على الصحراء الغربية.لكن في واقع الحال أن المغرب لا دور له بحكم أن ليس لديه حدود، بالإضافة إلى أن الدولة الوحيدة التي تلعب دورا رئيسيا في الساحل هي الجزائر، التي تملك حدودا مع سبع دول من الساحل، وبالتالي لديها مسؤولية أمنية في المنطقة بالإضافة إلى خبرتها في مكافحة الإرهاب.ودبلوماسيا ماذا يعني أن يدير موظف برتبة مستشار سفارة موريتانيا في المغرب؟ هذا رد فعل قوي من طرف موريتانيا، ودبلوماسيا معناه أن موريتانيا تقول للمغرب إننا لا نقبل قراراتك. وأن يدير سفارة مستشار يعني أن العلاقة متردية وهي المرحلة ما قبل الأخيرة التي تسبق قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلدين، حيث أن المرحلة التي تليها هي أن تقوم سفارة دولة أخرى بمهام إدارة العلاقات بين البلدين. لكن شخصيا لا أعتقد أن الأمور ستصل إلى هذا الحد.ومشكل المغرب أنه وجد نفسه معزولا، من الشرق حدوده مغلقة مع الجزائر ومن الجنوب الصحراء الغربية، لذا من مصلحته أن يبقي علاقات طبيعية مع موريتانيا لأنها هي بوابته مع إفريقيا، ولا يعقل أن يضغط على دولة ضعيفة وفقيرة، بالإضافة إلى أنها وفرت لها الأمن.لكن ما الذي يجعل المغرب يدخل في صدامات دبلوماسية مع عدة دول على غرار الجزائر وأخيرا فرنسا وموريتانيا؟ الشيء الغريب هو التسرع الذي أصبح يطبع الدبلوماسية المغربية، خاصة مع الجزائر، ويتخذون قرارات فجائية ثم يتراجعون عنها، الرباط فتحت جبهات كثيرة مع الخارج، ما يدل أن لديه مشاكل داخلية، وهو يبحث عن العدو الخارجي لتحويل أنظار الرأي العام الداخلي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: