أرجع المختص في علم الاجتماع، الأستاذ عمر أوذينة، تزايد الجرائم المرتكبة من طرف الأطفال إلى ما وصفه بـ”أزمة متعددة الأبعاد” يعيشها المجتمع الجزائري، على غرار الدول العربية، مما انعكس على جميع شرائح المجتمع والأطفال تحديدا على اعتبار أنهم الفئة الأكثر هشاشة.وأبرز الأستاذ أوذينة في تصريح لـ”الخبر”، أن الأطفال والمراهقين يخضعون لعدة تأثيرات من مختلف وسائل الإعلام والأنترت، التي تسوق للعنف وتؤثر على النشاط الفكري والبدني لتشكيل شخصية رجل المستقبل.وأضاف محدثنا أن التنشئة الاجتماعية لها تأثير بالغ الأهمية على سلوك الطفل. موضحا: “عندما يكون الطفل شاهدا على العنف بين والديه، كاعتداء الأب على الأم والتسلط الأبوي، فيعتبر الطفل أن العنف شيء طبيعي، فإما أن يتحول إلى صانع للعنف أو ضحية له”. وأشار المتحدث إلى غياب دور المجتمع المدني، رغم أهميته، مردفا: “ لقد استثمرنا في كل شيء إلا الإنسان فالمجتمع المدني المنظم غائب، والكشافة مثلا كانت مدرسة صانعة للرجال، لكنها لم تعد تقوم بالدور الحقيقي المنوط بها، وحتى التنظيمات الشبابية حادت عن وظيفتها الأساسية وأصبحت في الكثير من الأحيان مكانا للانحراف عوض أن تكون فضاء للتنشئة الاجتماعية”.وتوقّف المختص عن القيم التي تغيّرت في مجتمعنا، فالطفل يريد أن يعيش برفاهية، وإن لم يتوفر له ذلك لا يتجه إلى العنف لتحصيل ما يريد.وتحدّث الأستاذ أوذينة عن انعكاسات لغة العنف وغياب الحوار حتى عند السياسيين والطبقة المثقفة في البرامج التلفزيونية، “ليس هناك أدب في الحوار، والكثير من العنف اللفظي وهذا سينعكس إلى عنف مادي، هناك تفكك في الروابط الإجتماعية والدولة مغيّبة”. وحذر أوذينة من انتقال سلوك العنف إلى جيل بأكمله، “فطفل اليوم رجل الغد”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات