يواجه مشروع تعميم بصمة العين في “بريد الجزائر”، تعثرا على مستوى وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، بعد تراجع الوزيرة الحالية، زهرة دردوري، عن المشروع الذي أطلقه سلفها على رأس الوزارة موسى بن حمادي، مما أدى إلى استياء بالغ لدى ممثلي الشركة البريطانية في الجزائر التي كانت تهدف لافتكاك الصفقة.وقال عادل خالف، المدير العام للمشروع في الجزائر، إنه فوجئ بتراجع الوزيرة الحالية للبريد وتكنولوجيات الاتصال، زهرة دردوري، عن الالتزام الذي قطعته الوزارة مع شركة “إيريس غارد” بشأن تعميم هذه التكنولوجيا على كافة مراكز البريد في القطر الوطني، بعد نجاح التجربة التي أجريت في البرلمان.وأكد خالف أن الوزير السابق للقطاع، موسى بن حمادي، قد أبدى تحمسا لهذا المشروع من البداية، وكلف بريد الجزائر في ديسمبر 2012، بإمضاء التزام مع شركة “إيريس غارد”، يقضي بتجريب تقنية بصمة العين في البرلمان لمدة 90 يوما، على أن يتم تعميمها لاحقا في السنوات القادمة في كامل شبكة بريد الجزائر عبر الوطن. وأضاف خالف أن التغيير الوزاري الذي حدث على رأس الوزارة، مع ذهاب بن حمادي ومجيء دردوري، أدى إلى تغير في موقف الوزارة التي أصبحت غير متحمسة لهذا المشروع، وهو ما يعتبر، حسبه، تراجعا عن الالتزام المكتوب الذي تم مع “الشركة البريطانية الوحيدة التي تملك هذه التكنولوجيا في العالم”.ونفى خالف أن تكون مؤسسته تبحث عن عقد بالتراضي مع بريد الجزائر، لأنه حتى في حال إطلاق مناقصة لن تتقدم سوى مؤسسة واحدة للعرض هي “إيريس غارد”، على اعتبار أنها الوحيدة التي تمتلك هذه التكنولوجيا. وحسب القوانين الجزائرية، فإن المناقصة إذا لم تكن مثمرة بسبب تقدم مؤسسة واحدة فقط، يمكن اللجوء إلى عقد بالتراضي. ودفع هذا الوضع، وفق المتحدث، السفير البريطاني، مارتن روبر، إلى طلب لقاء الوزيرة شخصيا للاستفهام منها حول المشروع، يوم الخميس الفارط، لكنها أجابت أن “تعميم تقنية بصمة العين لا يدخل في أولويات وزارة البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال حاليا”، وأشارت إلى أن بريد الجزائر يسعى حاليا لرفع “شبابيك الدفع الالكتروني”، بدلا عن هذه التقنية التي اعتبرتها “متقدمة جدا” ولا يمكن تطبيقها حاليا في الجزائر، وذلك حسب محضر الاجتماع الذي أظهره عادل خالف. واعتبر خالف أن ما قالته الوزيرة زهرة دردوري “غير معقول، لأن الجزائريين لا ينقصهم الذكاء حتى يستفيدوا من هذه التكنولوجيا، شأنهم في ذلك شأن دول عربية، حققت قفزة نوعية في التسهيل على مواطنيها باستعمال بصمة العين، على غرار الأردن والإمارات العربية المتحدة وغيرها”.وأوضح خالف أن مشروع “أيريس غارد” في الجزائر، يندرج في إطار التعاون الثنائي بين الجزائر وبريطانيا، الذي يقوده اللورد ريسبي المكلف من قبل الوزير الأول البريطاني بملف العلاقات بين البلدين، لذلك هو يعبّر عن “إرادة الحكومة الجزائرية ولا يمكن إلغاؤه من قبل أحد أعضاء حكومتها”.وكانت شركة “أيريس غارد” البريطانية قد اختارت، منذ تأسيسها عام 2000، تطوير مسح قزحية العين لأسباب أمنية، وتوفيرها في تطبيقات في مشاريع تجارية تتراوح بين أمن المطارات وحماية أجهزة الصراف الآلي، ومعلوم أنها دخلت السوق الجزائرية في نهاية 2012 بهدف الحصول على صفقة لتجهيز بريد الجزائر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات