+ -

 برزت مخاوف كبيرة في دول الاتحاد الأوروبي، مثل بولندا واليونان، من حدوث أزمة في الغاز وخسائر اقتصادية إذا توقفت روسيا عن ضخ الغاز إلى أوكرانيا، بعد إمهالها لفترة وجيزة إثر الأزمة الأخيرة، لسداد مستحقات قدرها مليار دولار كانت قد ترتبت عن مشترياتها السابقة.وفي حال توقف الغاز الروسي عن التدفق إلى أوكرانيا، فإنه يهدد بإدخال كثير من الدول الأوربية في أزمة خانقة، على اعتبار أن أوكرانيا هي أهم حلقة الوصل بين روسيا وباقي أوروبا، من خلال أنابيب نقل الغاز التي يمر عليها، لكن الكثير من الخبراء يستبعدون إقدام روسيا على خطوة كهذه نظرا لهشاشة اقتصادها المبني أساسا على الريع.وبالرغم من التوتر الشديد بين موسكو والحكومة الجديدة الموالية للغرب في كييف، فإن شركة الغاز الروسية العملاقة جاز بروم مازالت تضخ الوقود إلى أوكرانيا. وللجمهورية السوفيتية السابقة أهمية إستراتيجية لموسكو، باعتبارها الممر الرئيسي للغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، أكبر عميل لروسيا.لكن الاتحاد الأوربي أخذ على محمل الجد هذه التهديدات، وعقد اجتماعا عاجلا لمجموعة تنسيق شؤون الغاز داخل الاتحاد، التي تشكلت بعد نزاعات سابقة على الطاقة بين موسكو وكييف، لدراسة الإجراءات الطارئة في حال حدوث تعطل كبير بعد سيطرة روسيا على منطقة القرم في أوكرانيا.ويعتمد الاتحاد الأوربي بشكل كبير على الغاز الروسي، حيث تغطي روسيا ربع الاستهلاك الأوربي، لكن الاعتماد على الغاز الروسي يختلف من دولة أوربية لأخرى، فمثلا تلبي دول البلطيق 100 في المائة من احتياجاتها من الغاز الروسي، بينما تعتمد ألمانيا على 80 بالمائة، النمسا على 65 بالمائة، بينما تعتمد فرنسا على 15 بالمائة من غاز روسيا التي تحتل المرتبة الثالثة وراء النرويج وهولندا من حيث الممونين، ولكن قبل الجزائر.ولكن مع انخفاض منسوب حقول بحر الشمال، سيرتفع اعتماد بحر الشمال خلال السنوات القادمة ليصل 80 بالمائة في 2030، وهو ما قد يسمح لروسيا بأن يرفع صادراتها إلى الاتحاد الأوربي، لأنها من الدول القلائل التي يمكنها تعويض النقص الأوربي بسبب تمتعها بقوة إنتاج وبناقلات غاز تخترق أوربا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: