رئيس الجمهورية ترشّح لخلافة نفسه في الاستحقاقات القادمة دون أن يحافظ على نفس اللياقة التي جعلته يتوّج بطلا في ثلاث عهدات على اختلاف منافسيه على ”التاج” الرئاسي.دخول ”بطل”، وهو عاجز، استحقاقات لمنافسة ”الأصحاء” من المتسابقين يفقد السباق رهانه الرياضي، ووجب على هيئة التحكيم اتخاذ قرار الإلغاء لعدم الأهلية أو عدم تكافؤ الفرص، وتحويل من يسير على كرسي متحرّك إلى تجمّع رياضي آخر لذوي الاحتياجات الخاصة مثلما هو الحال في الألعاب شبه الأولمبية، يكون فيها التنافس الرياضي نزيها وعادلا بين من تختلف حالتهم البدنية عن باقي الرياضيين المجتمعين في ألعاب واحدة أولمبية.الألعاب الأولمبية وشبه الأولمبية تفرّق بين المتنافسين بدنيا ورياضيا، فالمنطق لا يقبل تواجد رياضي في كرسي متحرّك في نفس الرواق مع من لا يشتكي من أية إعاقة في سباق السرعة، فما بالك بالتفكير أصلا في مفاجأة تحدث عند خط النهاية!.. إنه سيناريو لا يمكن تصوّره سوى في الأفلام الكوميدية يكون ”ميستر بين” بطلا لها.أقول هذا لأن سباق الأصحاء فيما بينهم هو أيضا فقد قيمته الرياضية بفعل المنشّطات التي صنعت أبطالا وهميين، وكشفت عدة تحاليل بأن المخابر هي من فرضت منطقا وهميا بشأن القوة الخرافية والرياضيين فوق العادة، والوقت أثبت، في ظل الصراع حول تطوير ”الدوباج”، بأن التفوّق المُطلق إنجاز مصطنع ولم يكن يوما طبيعيا، ولم يكن بان جونسون أسرع رجل في العالم دون ”المفعول السحري” الذي جعل من الدرّاج لانس أرمسترونغ الأقوى زورا في كل دورات فرنسا، ودفع العداءة ماريون جونس بعد زوال تأثيره عليها، إلى الاعتراف بالغش تحت تأنيب الضمير.كثرة الأمثلة حول من ثبُت بحقهم الغش جعلنا نشك حتى في إنجاز أي رياضي مصنّف في خانة الكبار، وانتقلت عدوى الشك إلى اختصاصات رياضية أخرى شهدت فضائح ”الضرب تحت الحزام” لنيل تاج القوة المطلقة، بشكل ترسّخت قناعة مع مرور الوقت بأن المنطق لا يتم تغييبه سوى بفعل فاعل.وحين نجد من يفرض الدمج بين متنافسين على طرفي نقيض في الاستحقاقات المقبلة ويرفض الاعتراف بأننا أمام منطق مقلوب، هو في الحقيقة اعتراف ضمني من صاحبه بأن الفوز بكرسي الرئاسة ستصنعه مخابر ”الدوباج الانتخابي”.وبما أن مترشح العهدة الرابعة سبق له الاعتراف بأن نتائج الاستحقاقات التي سبقت تواجده في الحُكم لم تكن طبيعية حتى وإن كانت ”أولمبية خالصة”، فماذا يمكن أن يقول الموالون وغير الموالين لعهدة جديدة حول تتويجه المبرمج أمام الأصحاء وهو الذي حوّلته حالته الصحية لتجمّع ”شبه أولمبي”؟لا أعتقد أن عاقلا ولا مختلا أيضا يؤمن بالغول، ولن تقبل عقول الجزائريين وغير الجزائريين منطقا كهذا، فلا يمكن أن ”تدوّخونا” حتى لو أقدمنا على تدخين ”العرعار” ونحن نتوجّه إلى صناديق الاقتراع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات