+ -

بعد أن أكدت قطر ولو بشكل غير رسمي أنها لن ترضخ للضغوطات السعودية والإماراتية البحرينية بشأن تغيير سياستها الخارجية، أصبح من المرجح أن مجلس التعاون الخليجي، الذي كان إلى وقت قريب أكثر التجمعات الإقليمية العربية انسجاما، مهددا بالتفكك، خاصة أن سلطنة عمان التي سبق أن هددت بالانسحاب من المجلس ترفض الانحياز للبلدان الثلاثة ضد قطر، في حين تفضل الكويت البقاء على الحياد ولعب دور الوسيط.ولا تنوي الدول الخليجية الثلاث الاكتفاء بسحب سفرائها من الدوحة، بل تعزم تصعيد الموقف إلى أكثر من ذلك، حيث ذكرت صحيفة القبس الكويتية أن الدول الثلاث تسعى إلى “ألا يتم دعوة الدوحة لأي من المناسبات أو المنتديات أو المؤتمرات التي تخص دول مجلس التعاون”، مضيفة أن إجراءات المقاطعة تشمل بحث منع الطائرات القطرية من التحليق فوق الدول الثلاث، ما قد يكبد الطيران القطري خسائر كبيرة.وفي هذا الصدد، قال مصدر مقرب من الحكومة القطرية إن الدوحة “لن ترضخ لمطالب دول الخليج الثلاث لتغيير سياستها الخارجية”، حسبما نقلت وسائل إعلام عربية.وأشار المصدر إلى أن “قطر لن تغيّر سياستها الخارجية بصرف النظر عن الضغوط. هذا الأمر مسألة مبدأ نتمسك به بغض النظر عن الثمن”، لافتاً إلى “أننا لن نتخلى عن استضافة أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين بمن فيهم يوسف القرضاوي”.وأضاف المصدر “منذ تأسيس قطر قررنا أن نتخذ هذا النهج وهو الترحيب الدائم بأي شخص يطلب اللجوء في بلادنا، ولن يدفعنا أي قدر من الضغط لطرد هؤلاء”.وتحدثت مصادر إعلامية عن تنسيق بين قطر وسلطنة عمان لمواقفهما في محاولة هيمنة السعودية على صناعة القرار في مجلس التعاون الخليجي، حيث قالت وكالة الأنباء القطرية إن الشيخ تميم أجرى اتصالا هاتفيا مع سلطان عمان تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى استعراض مستجدات الأوضاع في المنطقة، ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل.ويرى ملاحظون أن جوهر الخلاف بين قطر والدول الثلاث يتمثل أساسا في الدعم الذي تقدمه قطر للإخوان المسلمين في مصر، فالسعودية ذات الفكر السلفي تنظر إلى الإخوان بأنهم أكبر تهديد لمكانتها كقائدة “للسنة” في العالم الإسلامي والعربي، والإمارات تعتقد أن الإخوان يريدون قلب نظام الحكم فيها، أما البحرين فخلافاتها الحدودية مع قطر معروفة، ومشكلتها لا تتعلق بالإخوان بقدر اعتقادها بأن الدوحة تدعم شيعة البحرين الذي يمثلون الأغلبية في البحرين، بالإضافة إلى اتهامات لقطر بدعم الحوثيين الشيعة في اليمن، ومشاكل أخرى متعلق بالتجنيس.ولاحتواء هذه الأزمة، دعا الرئيس السوداني عمر البشير أميرَ دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح في اتصال هاتفي معه أول أمس، إلى التوسط لاحتواء الخلاف بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي، حيث لعبت الكويت دورا أساسيا في تهدئة العلاقات بين قطر والسعودية في وقت سابق ومن المتوقع أن يجدد أمير الكويت وساطته بين أطراف الأزمة قبيل القمة العربية التي ستعقد في بلاده يومي 25 و26 مارس المقبل.الجامعة العربية من جانبها دخلت خط الداعين إلى إنهاء الخلافات بين الدول الخليجية المعنية، حيث أعلن الجزائري أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية عن اتصالات تجريها الجامعة لاحتواء الأزمة الراهنة بين السعودية والإمارات والبحرين من جانب، وقطر من جانب آخر.وقال بن حلي في تصريحات أدلى بها للصحافيين في مقر الجامعة بالقاهرة أول أمس، إن “جهوداً عربية تبذل حالياً لاحتواء الأزمة خاصة في ظل المخاطر التي تحدق بالأمة العربية”، معرباً عن أمله أن تكون هذه الأزمة “عبارة عن غيمة طارئة ستنقشع”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: