أي طريق سيختاره حزب الأفافاس، اليوم، بخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعدما بقي الحزب الوحيد في الساحة الذي أخذ وقتا طويلا في التفكير حول الموقف المناسب له، ما بين المشاركة والمقاطعة ودعم مرشح من خارج الحزب، وهي الخيارات التي تفرّقت حولها الطبقة السياسية.إذا أخذنا آخر بيان أصدرته الكتلة البرلمانية للحزب في المجلس الشعبي الوطني، والذي تحدثت فيه عن ”ظرف حرج تعيشه البلاد يتميز بغلق للمجال السياسي وخنق لحرية التعبير والاجتماع والتظاهر السلمي”، وكذا وصفها لدعم نواب الأغلبية لبوتفليقة في البرلمان بـ«المهزلة”، فهي مؤشرات على أن قيادة الأفافاس لن تجازف بالمشاركة في سباق انتخابي مقتنعة بأنه ”مغلق”، ويفتقد لشروط المنافسة السياسية. كما أن اتهام المجموعة البرلمانية لحكومة سلال بـ«مواصلة تعنّتها في رفض تقديم بيان السياسة العامة السنوي كما يفرضه الدستور”، فهي أيضا رسالة صريحة عن رفض الحزب السير في صف ”المطبّلين” لحصيلة أداء السلطة التي غيّبت عن المناقشة في البرلمان، ولكن يراد استعمالها من قِبل أحزاب الموالاة كوقود للقاطرة لتمرير الرابعة.لكن الكتلة البرلمانية للحزب ليست المخبر الذي يصنع فيه قرار الأفافاس، فهناك الأمانة الوطنية والهيئة المديرة والمجلس الوطني، وأكثر من هذا وذاك هناك ”وصايا” الرجل التاريخي حسين آيت أحمد، الذي رغم انسحابه من التسيير المباشر للحزب فإن ظله لا يزال حاضرا بقوة في صنع القرار النهائي. كما أن الأفافاس طيلة سنوات نضالاته لم يكن لاعبا منفردا، بقدر ما كانت له ”اتصالات” وصداقات مع شخصيات وطنية قريبة منه تقاسمه التحليل والتفكير والرأي، على غرار المرحوم عبد الحميد مهري سابقا، وحاليا رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش الذي رمى بعدة رسائل بشأن الرئاسيات المقبلة، التي وصفها بأنها ”إطار للإقصاء”، وهي معطيات عن توجهات الرياح لن تكون ”غائبة” في قراءات دورة المجلس الوطني للأفافاس التي ستفتتح، اليوم، بالعاصمة للحسم في موقف الحزب من موعد 17 أفريل المقبل. كما أن من شأن موقف المقاطعة المتخذ من قِبل قيادة الأرسيدي للرئاسيات المقبلة، عاملا له تأثيره بطريقة أو بأخرى في الموقف والطريق الذي سيسلكه الأفافاس، بالنظر إلى ”التداول” الذي ظل يطبع توجهات الحزبين اللذين يوصفان بـ«الخطين المتوازيين”، بخصوص المواعيد الانتخابية.وبعد وضوح الصورة أفضل بشأن الأسماء المرشحة لرئاسيات أفريل المقبل، سواء من جانب الرئيس المترشح أو مرافقيه في هذه ”اللعبة” الانتخابية، فإن الأفافاس يكون أفضل من الأحزاب الأخرى، قد استجمعت لديه كل المعطيات السياسية التي ستجعل موقفه علامة فارقة في الساحة الوطنية والتأسيس لنقاش يكسر ”ستاتيكو” قائم، أو الاكتفاء بدور المراقب المحايد حول أزمة يصفها الجميع بالخطيرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات