تضع ”الخبر” صفحة خاصة تصدر كل جمعة، تتضمّن ما جاد به قراء ”الخبر” المشتركون في صفحة ”منتدى الخبر” على الموقع الإلكتروني الرسمي للجريدة. هذا بعض ما كتبه قراؤنا، وتلبية لطلبهم، ها نحن بصدد نشر بعض أفكارهم. وتبقى آراء هذه الصفحة من صنع أقلام القراء ولا تلزم إلا أصحابها. للمشاركة معنا يرجى زيارة منتديات ”الخبر” والتسجيل فيه، فأهلا وسهلا بجميع قراء جريدة ”الخبر”، وإلى أقلامكم: الرابط:http ://montada.elkhabar.comالطبقية السياسية والطبقية الاجتماعيةعادل زواقريثانوية نڤاوس- باتنة❊ عندما كنا تلاميذ درسنا في مادتي التاريخ والفلسفة موضوع الطبقية وعلاقتها بالنظام الإقطاعي، وكنا قد وصلنا إلى خلاصة عامة هي أن هذه الظاهرة مرفوضة وقد حاربتها المنظمات الإنسانية وهيئة الأمم المتحدة، وظهر ما يعرف بحقوق الإنسان.ولما التحقنا بالجامعة فتح اللّه علينا بأن عرفنا القراءة وأُصبنا تجاهها بالتعلق الشديد وفي سبيلها بالبذل الكبير، وفهمنا أن أول من حارب الطبقية بشتى أشكالها هو الإسلام، فلا فرق بين الحاكم والمحكوم والغني والفقير، وازداد حبنا لهذا الدين، واليوم ندرّس الأجيال هذه الأفكار في كل حواراتنا.إن هذه القناعة راسخة في نفوسنا والقناعة عندما تترسخ تجعل الفرد يسير بها في كل شؤون حياته، وهذا الذي دفعني هذه المرة للكتابة والنقاش، فما أراه ويراه كل جزائري أن الطبقية مكرسة بطرائق شتى وفي مجالات كثيرة حتى صرنا نقول: هل عادت إلينا الطبقية الإقطاعية أم أننا لم نتخلص منها بتاتا؟ألا نرى في ميدان السياسة أحادية، هي التي تقول القول الفصل في كل قضية؟ وما تلك المفرقعات التعددية إلا ذرٌّ للرَّماد وتجميل للعيوب؟ ألا نرى سياسة موجهة نحو اتجاه واحد لا يقبل النقاش والحوار، وإذا نوقش من بعض الفضاءات الداخلية والخارجية فإنه يُرمى في مزبلة التهميش، متى كان برلمانُنا غرفةً لقول الحق ورفض ما يتعارض والقيم الوطنية؟ لماذا تنازلت كثير من الأحزاب السياسية عن مطالبها ومبادئها تباعا وصارت تذوب الواحدة تلو الأخرى؟ وهل عندما نقارن أنفسنا بالدول المتحضرة نجد مجالا للمقارنة أم أن الجبين يندى لما آل إليه حالنا؟لك اللّه يا جزائر، لك اللّه يا بلد الحق، كم خسرنا في السنوات الأخيرة من القيم الفاضلة، وإننا لنصاب أحيانا باليأس للخروج من هذه الورطة، فمَن منا كان يتخيل أن الجزائر ستتخندق في خندق الأزمات والمشكلات إلى هذا الحد، كنا نطمح ونحلم بمستقبل يسوده الأمن الذي سرق في فترة من الزمن بسبب التهور والعبث، وكنا نرجو التحضر والخروج من بوتقة التخلف، ولكننا بُغتنا وأُخذنا على حين غرة.إن الحياة السياسية صارت تشمئز منها النفوس، وعندما أنظر إلى كثير ممن خاضها أستشف من كلامه عدم الاطمئنان والشعور بالقناعة بما يقوله، وهذا أمر طبيعي، لأن البداية خاطئة واللعبة فاسدة والسيرة مشبوهة حتى لا نقذف ولا نتهم طرفا بعينه، ولكننا واثقون أن الصادقين يوفقهم اللّه في أعمالهم، ومن تَلَوَّن يوما في السياسة يصعب عليه استرجاع لونه الطبيعي لأنه أمسك من عقاله وقبض عليه بالمؤبد.إن وجود رأي واحد واتجاه واحد هو الفعالُ لما يريد فقط، وإلغاء الآراء الأخرى وحرمان التيارات المتعددة، وشراء الذمم في مختلف المناسبات، وإصرار كثير من الأحزاب على مالا ينفع وما لا يقدّم الإنجازات، والتمسك بالاتجاه الخاطئ، لَهُوَ طبقيةٌ سياسية ممقوتة، وسير بالبلاد إلى جهة مجهولة لا يعلمها إلى اللّه، فلك اللّه يا جــــزائر.غير بعيد عن السياسة نجد المجتمع الجزائري المسكين يتخبط في مشاكل وهموم يصعب الإحاطة بهـا، كنا جميعا نأمل- كما ذكرت آنفا- بحياة اجتماعية عادلة لا فرق فيها بين جزائري وآخر، ولكننا نقول كما قال الشاعر العباسي الحكيم أبو الطيب المتنبي:ما كل ما يتمنى المرء يدركهتجري الرياح بما لا تشتهي السفنللأسف الشديد أن المجتمع الجزائر يعيش طبقية لم يعرفها من قبل، حتى إنني لأكاد أقول: إننا نعيش أسوأ مرحلة بعد الاستقلال، والسبب ببساطة أننا نملك المال والنفوس والأرض ولا نملك العدالة الاجتماعية. يحكي لي من عاش في زمن الزعيم الراحل هواري بومدين أن الفقير كان يعيش كأنه غني والمال القليل يكفيه ليشعر بالأمن والقيمة، ولما تأملت فهمت السبب وهو العدالة وعدم وجود الطبقية، لأن الذين تُسوّل لهم نفوسهم نهبَ أموال الشعب يلقون جزاء وعقابا.عجبت لأمر واحد هو أن ذلك الرئيس يكاد يجمع الكل أنه رئيس الفقراء وكان صارما حازما، وكان يتقرب من البسطاء ويشعرهم بالاهتمام، لأن المواطن كالتلميذ يحتاج إلى عطف أستاذه.لقد عانينا كثيرا من ويلات العشرية السوداء حيث الدماء الغزيرة التي آذت الشهداء البررة وكدَّرت صفاء دمائهم، ولم نكد نصحو من نكبة التسعينيات حتى وجدنا أنفسنا في عشرية وزيادة هي أشد من الأولى ووجدنا أنفسنا في آخر الركب. فلك اللّه يا جزائر.إن الغني في زماننا يزداد غنى والفقير يزداد فقرا، أفلا يدل ذلك على الطبقية الاجتماعية؟ إن المتملق الجاهل غير المتدين يرقى في المناصب، والعالم يوضع في أسفل سافلين أفلا يدل على تبدل القيم والمفاهيم. إن الظلم يزداد والبيروقراطية فوق الجميع ومن لم يستسغ الأمر فلينضم إلى قافلة الهجرة غير الشرعية، وكم كانت إحدى المواطنات المقهورات بليغة باللسان الجزائري حين قالت: (بْلاد العدالة نايمة والحڤرة قايمة). فكرت في أن أوجه نداء لمسؤولينا كي يتقوا اللّه فينا لكني لم أستسغ الأمر، لأني أراهم يلهثون لهثا ويجمعون المال جمعا ويصفقون تصفيقا حتى لو كان التصفيق.. ولكني لم أستطع، لم أستطع يا كرام، لأنني شممت رائحة (الرَّان) ورأيت كل شيء محزن ولم أر شيئا واحدا مفرحا.لوحة فنيةسالي الجزائر❊ الأطفال في الحديقة يلعبون وثيابهم كلها متسخة إلا أن سعادة عارمة تغمرهم.. الأم في المطبخ متذمرة من التعب وحال البيت.. يدخل الأب وهو متذمر من العمل والأصدقاء ومصاريف البيت.. ثم يدخل الأولاد ببراءتهم أو لا مبالاتهم وطبعا بثيابهم المتسخة فيجن جنون الأم، لتبدأ في التذمر مجددا ثم تنتقل عدوى التذمر إلى الأب فتغمر البيت فوضى لا نهاية لها.. لكن إذا أردنا أن تكون....الأطفال في الحديقة يلعبون وثيابهم كلها متسخة إلا أن سعادة عارمة تغمرهم.. الأم متذمرة في المطبخ من التعب وحال البيت.. يدخل الزوج وهو متذمر من العمل ومصاريف البيت فتشفق الزوجة لحال زوجها وتؤثره على نفسها، فتروّح عنه وتواسيه بسحر كلامها، فيجد الزوج ضالته في كلامها ويستريح قلبه وتستكين نفسه بعد تعب يوم طويل.. هنا يدخل الأطفال ببراءتهم ولامبالاتهم وطبعا بثيابهم المتسخة فيجن جنون الأم وتبدأ بتوبيخهم فيأتي دور الأب والزوج ليهدأ من غضبها بكلماته المعسولة، فيثني عليها ويشكرها ويقر بمكانتها في البيت.. ..هكذا هي الحياة عبارة عن لوحة فنية إذا أردناها جميلة أبدعنا فيها وضحينا من أجلها، أما إذا أردناها بشعة فإننا نكون قد اتصفنا بالأنانية في حق هذه اللوحة الفنية..”الجندر”.. وخرافة المساواة بين الرجل والمرأةسارة❊ نلاحظ في عصرنا الحالي ظهور مصطلحات غريبة تحمل أفكار أغرب، ومن بينها مفهوم ”الجندر”، وهي كلمة إنجليزية ذات أصول لاتينية تعني الجنس على أساس الذكورة والأنوثة، ويتمحور مفهوم ”الجندر” في نوعه الاجتماعي حول ضرورة عدم النظر إلى المرأة والرجل من حيث الخصائص البيولوجية، بل على أساس الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل واحد منهما في المجتمع، باعتبار أن الهوية ”الجندرية” ليست ثابتة بالولادة كذكر أو أنثى، وعليه فالأدوار الاجتماعية التي ينبغي لكليهما القيام بها تتحدد تبعا للعوامل الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية والنفسية القابلة للتغيير من بيئة لأخرى ومن فترة زمنية لأخرى .وتجدر الإشارة إلى أن فلسفة ”الجندر” تتناقض مع العلم والطبيعة، إذ ينبني المفهوم على أن اهتمام المرأة بالشؤون المنزلية نوع من أنواع التهميش لها، كما أنه من الظلم أن تعتبر مهمة تربية الأولاد المهمة الأساسية للمرأة. ولإبراز هذا التناقض يمكن أن نقارن بين هاتين المهمتين:- هل يمكن للمرأة- مقارنة بالرجل- القيام بالمهن التالية: ميكانيك الشاحنات الكبيرة، عمل المناجم، سياقة الشاحنات للأماكن البعيدة جدا؟- هل يمكن للرجل- مقارنة بالمرأة- القيام برعاية الأطفال الرضع حديثي الولادة؟يمكن القول إن فلسفة ”الجندر” مبنية من فراغ وتناقض كبير يعيش فيه الغربيون، إذ يرون أنه يهدف لتعميق الشعور لدى شعوب العالم بضرورة إلغاء التمييز والفوارق الاجتماعية ضد المرأة.وفي الختام نقول إن هذا المفهوم لا يعنينا إذا ما عدنا إلى الدين الإسلامي، الذي رفع المرأة من الحضيض إلى أعلى الدرجات، حتى جعل الجنة تحت أقدام الأمهات.نعرف أين مركزنا.. ثم نتقدّم هشام يرجانةلا أحد ينكر أننا لم نأخذ بعد مركزنا الطبيعي في هذا العالم، كيف لا والجزائر الشاسعة بأراضيها والغنية بثرواتها والمحروسة برجالها، لا تزال تعاني التخلف في مجالات عدة، فيكفي فقط أن تقوم بإرسال رسالة إلى أحد أقربائك في ولاية ما لتتأكد أننا فعلا لازلنا في عصر الحلزون والحمام الزاجل، فمقدار الزمن الذي تستغرقه رسالة في الوصول من ولاية إلى ولاية أخرى قريبة منها أكبر بكثير من الوقت الذي تستغرقه رسالة بين دولة ودولة في العالم المتقدم، وهذا مثال بسيط على أننا لازلنا لم نصل إلى مكانتنا التي يجدر بنا أن نكون بها، وقائمة الأمثلة طويلة جدا ولن يكفي المقام لحصرها، لكن ما السبب الذي يجعلنا نتقدّم بهذه الوتيرة؟بالعلم والعمل.. سوف نتقدّمقد يعتقد بعضنا أن السبب يرجع إلى العمل فحسب، بكل تأكيد بالعمل تتقدّم الشعوب ولكن ماذا بجانب ذلك؟ هل العمل وحده كاف أم أن هناك أمورا كثيرة أغفلناها وتغاضينا عنها فنسينا أنفسنا؟ بالفعل فالعمل وحده ليس كافيا على الإطلاق بل يجب أن نرفق عملنا بالعلم وأن نتعلم كيف نقيم ذاتنا، وأن نتخلص من عقدة الإحباط والشعور بالملل والكسل، يجب علينا أن نستفيق ونتوكل على اللّه ونبدأ مسيرة البناء بإخلاص ووفاء، فرغم أننا نعتقد أن الأمر لم يخرج عن سيطرتنا، إلا أن الملاحظ هو أننا لا ننعم بكل ما رزقنا اللّه به من نعم وأولها البصيرة.فيا شباب، ويا فتيان، أنكم تلاحظون مثلا دولا تعتبر أمثلة في التقدم ودولا تنعم بالأمن والرخاء والازدهار، رغم أنها لا تملك المقوّمات نفسها التي تتوفر عليها الجزائر أليست الجزائر غنية، أليست الجزائر أضعافا مضاعفة من طاقات بشرية وثروات باطنية، والحمد للّه؟الاعتراف ليس سيد الأدلة!هناك أمر طريف ومؤسف في بعض الأحيان، وهو أننا نعتقد أنفسنا الأحسن في كل شيء وأننا في ريادة العالم.. إنه أمر جميل أن يكون لديك الاعتزاز والكبرياء. جميل جدا أن تكون شامخا، فالجزائر بلد الشموخ والكبرياء والتحدي، لكن يجب الاعتراف اليوم بأن عملا طويلا وشاقا ينتظرنا حتى نواكب العالم المحيط بنا. إن هذا الاعتراف لن يكون دليلا على تخلفنا، بل سيخلق فينا غيرة على أنفسنا ووطننا، فعند شعورنا بالغيرة سوف نحاول تقديم الأفضل بكل تأكيد، سيقوم المزارع والصانع والإداري بإتقان عمله وكل عامل مهما كانت رتبته سيسعى جاهدا لتقديم أفضل ما عنده، حينها ستعود لنا الثقة وسنبدأ في الارتقاء خطوة خطوة إلى القمة إن شاء اللّه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات