اعترف الخبير الاقتصادي الحاج هني في تصريح خص به “الخبر”، بأن الجزائر أمام مفترق طرق هام ومصيري، لتجنب العودة إلى الانهيار الاقتصادي الذي امتد من فجر الاستقلال إلى سنوات الثمانينيات، ويمكن الاستعانة بالكفاءات الموجودة الاستثمار فيها والخروج من عنق الزجاجة، بالاعتماد على النفس والقدرات الموجودة والاعتماد على التنظيم والنهج العلمي.وأشار المتحدث على هامش الندوة التي جرت بمعهد التكوين المهني للصناعات الغذائية بالبليدة، أنه يستوجب على أصحاب القرار إدراك حقيقة الواقع، وأنه لابد من تشجيع المنهج الاقتصادي العلمي، وتمكين أصحاب القدرات والكفاءات من معالجة المشاكل العالقة بقطاع الفلاحة على الخصوص، قائلا “لابد من منهج تنظيمي ورد الاعتبار للفلاح والمؤطر والصناعي، وأن فلاحة الأرض “عمل نبيل”. وشدد الخبير أن المتعامل الجزائري اليوم أصبح “يفكر تفكيرا ماديا”، والمقصود من الكلام التوجه نحو الاستيراد دون تفكير معقول في العواقب، والتركيز على الربح بدل النفع العام، مضيفا “ثقافة الجزائري تغيرت من الارتباط والتعلق بالأرض، إلى التركيز والاهتمام على التحصيل المادي الربحي فقط”.على صعيد متصل، قال الخبير الحاج هني، الواقع اليوم يؤكد تغيرا في المفاهيم، ليعود بالتذكير إلى أن الجزائر لم تستفد طيلة 3 عقود اعتبارا من العام 1962 من أي فائدة اقتصادية، بل على العكس شهدت طيلة تلك السنوات “انهيارا اقتصاديا” وعجزت عن تغطية حاجيات السوق في هذا الميدان، وجنت إلا فائدة واحدة انحصرت في تكوين وتعليم كفاءات ظهرت فوائدها مع نهاية التسعينات، أين استطاعت أن تحقق قفزة في الإنتاج الفلاحي وتصل إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في بعض المنتجات وأظهرت فعالية. وأوضح الخبير “اليوم ونحن أمام مفرق طريق على أصحاب القرار اتخاذ القرارات الصائبة والاعتبار بالدروس الماضية، وإلا فإن التاريخ سيعيد نفسه وسنقع في انهيار اقتصادي من جديد، ولن يتمكن وقتها المستهلك من تلبية حاجياته الغذائية البسيطة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات