آثار الأوراس مرجعية تاريخية لعلم التاريخ في الجزائر

38serv

+ -

اعتبر عدد من المؤرخين أن ”الأوراس قلب الجزائر النابض”، مؤكدين في ندوة ”الخبر” أن الدراسات الموجودة حاليا فقيرة جدا، مقارنة بزخم الحضارات التي مرّت على بلاد المغرب القديم، مرجعين السّبب إلى التخريب الذي مارسه الاحتلال الفرنسي ضد معالم هذه الحضارات، حيث طمس كل الأدلة على وجودها، ما يبقى لزاما على الدولة الجزائرية الحديثة أن تعيد الاعتبار لها. يرى كل من الدكتور مطمر محمد العيد والأساتذة سعيدي سليم ومسرحي جمال وبحرة نادية أن الجزائر ثرية بمعالمها وحضاراتها قبل وصول الرومان، وطالبوا الدولة بأن تعيد الاعتبار لهذه المناطق كباقي الدول العربية الأخرى التي أحيت هذه الحضارات، عن طريق الاهتمام بالآثار الموجودة على الأرض التي تعتبر أكبر دليل على وجود هذه الحضارات والتي تعد مرجعية لعلم التاريخ والبحوث المتعلقة بالآثار.الدكتور والمؤرخ مطمر محمد العيدالأوراس مرجعية تاريخية لعلم الآثارأبرز مطمر محمد العيد، دكتور في علم الاجتماع جامعة باتنة وكاتب في التاريخ، خلال ندوة ”الخبر”، أن بلاد المغرب القديم عموما ومنطقة الأوراس خصوصا، كانت منطقة أقام عليها السكان حضارات خالدة، وبينوا أنها منطقة حية ومرجعية تاريخية لكل الباحثين في علم الآثار التي لاتزال، رغم يد التخريب التي مستها بداية من العهد الروماني إلى الاحتلال الفرنسي، شاهدة على هذا الكنز الكبير، مستشهدا بشواهد من المنطقة كضريح ”إمدغاسن” الذي يعد رمزية تاريخية في مجال العمران والثقافة والحياة الاجتماعية لعهد الدولة النوميدية والبونية.وقال الدكتور محمد العيد إن زياراته لمختلف الدول المغاربية والعربية المشرقية، كشفت له عن مدى اهتمام القائمين على هذه الدول بالتاريخ الموجود فيها والمجسد في الآثار التي تعد أهم مرجعية للبشرية، معترفا بأن الجزائر رغم ما تكنزه أرضها من شواهد وآثار وتاريخ ضارب في الأعماق، إلا أن علم التاريخ يبقى، بجميع حلقاته الزمانية والمكانية، في حاجة إلى وقفة قصد إعادة بعثه من جديد  لأنه ”لدينا شواهد حية عن وجوده”.الأستاذ الجامعي سعيدي سليمحان الوقت لتدريس تاريخ منطقة الأوراساعتبر الأستاذ سعيدي من جامعة ڤالمة، من جهة أخرى، أن الوقت قد حان، بعد 50 سنة من استقلال الجزائر، لتدريس تاريخ الجزائر عامة ومنطقة الأوراس خاصة، قصد استنطاق كل ما يملك الباحثون في علم الآثار والتاريخ، لجعل الجزائر مرجعية تاريخية ذهبية، في الوقت الذي يجب تشجيع أقسام علم الآثار في كل جامعاتنا وإعطاء أساتذته وطلبته المرجعية غير الزائفة والمزيفة. كما أن هذه الملتقيات يجب أن تكون سلسلة متواصلة، ويتم الوقوف عند كل حلقة من حلقاتها قصد تسليط الضوء عليها، بعيدا عن الحقائق الاستدمارية التي لن تكون أبدا مرجعية، فالاحتكام يكون لهذه الشواهد التي هي أيضا في حاجة إلى مختصين.الأستاذ الجامعي مسرحي جمالتاريخ الأوراس بقي في عواصم الغزاة أو تحت الأرضأكد الأستاذ في علم التاريخ القديم بجامعة الحاج لخضر بباتنة أن الاحتلال الفرنسي عمد بكل ما أوتي من قوة إلى طمس ما قام به السكان الأصليون لبلاد المغرب القديم، مركزا على حضارة الدولتين النوميدية والبونية التي كانت شامخة في منطقة الأوراس التي ظلت تلعب دورا في تقرير مصير الجزائر منذ عصر ما قبل التاريخ، إلى فترة الثورة التحريرية الكبرى، مؤكدا أن دراسة التاريخ بموضوعية وبعيدا عن الديماغوجية ستخرج للعيان حقائق تاريخية لهذه المنطقة التي حاول الغزاة المتداولون عليها بداية من العهد الروماني إلى البيزنطي ثم الوندالي ثم الاحتلال الفرنسي طمسها، بالإضافة إلى الوجود العثماني الذي سبقه، مطالبا بأن يعتمد الباحث الجزائري في علم التاريخ عدة مرجعيات قصد الوصول إلى الحقيقة، حيث إن الثابت في تاريخ الأوراس القديم ينطلق من وجود الإنسان والحضارة التي لم تضاه الحضارات القادمة من وراء البحار، فقد كانت لسكان المنطقة منهجية ساروا عليها بحكم اهتمامهم بالحروب، لأن المنطقة كانت محل أطماع، الأمر الذي جعل مظاهر الحضارة في المنطقة إما مدفونة تحتاج إلى حفريات، ويدرسها مؤرخون لهم زاد معرفي في ذلك، وإما أن تاريخ المنطقة يوجد في عواصم دول الاحتلال آنذاك. وأضاف الأستاذ أن التاريخ يجب أن يدرسه مختصون، ويتم تكوين تقنيين ومرشدين، والقيام بحفريات، وإنشاء وزارة للآثار، أو مرصد يهتم بهذا العلم الذي هو الكاشف الوحيد لتاريخ الأوراس القديم، كما طالب بأن تكون دراسة التاريخ لهذه المنطقة وباقي مناطق الجزائر، ضمن حلقات تاريخية وزمانية ومكانية.الجامعية بحرة ناديةالأوراس مازالت مجهولة في الدراساتدعت الأستاذة بحرة نادية من جامعة قسنطينة، في سياق متصل، المهتمين بعلم التاريخ القديم والآثار إلى أن يؤمنوا بأن هناك حضارات في منطقة الأوراس، انطلاقا من ولاية تبسة جنوبا إلى ختوم الصحراء غربا، إلى مشارف قسنطينة، والحضنة شمالا، حتى تكون هناك دراسة موضوعية للتاريخ القديم في المنطقة، وأن يكون الباحث معتمدا على إمكاناته الخاصة، مؤكدة أن الدراسات التاريخية فيما قبل التاريخ لم تحظ بالاهتمام اللازم خاصة في منطقة الأوراس التي تبقى عالما  مجهولا رغم التقدم التكنولوجي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: