إذا كان المرشح الخاسر رشيد نكاز هو صاحب ”فيلم” اختفاء السيارة التي كانت تحمل توقيعاته، فهذه مصيبة، وإذا ثبت أن نكاز كان ضحية أطراف أرادت إبعاده عن السباق الرئاسي، فالخطب أعظم والمصيبة أكبر.وفي كلتا الحالتين النتيجة واحدة وهي انتشار ثقافة ”التدليس” وظاهرة قطّاع الطرق في ميدان السياسة.لكن لنبدأ بالسيناريو الأول، حين قال البعض على شبكات التواصل الاجتماعي إن رشيد نكاز لديه مغامرات كثيرة وشبيهة بهذه الحادثة، خصوصا في القضية التي اشتهر بها في فرنسا وهي الدفاع عن المنقبات ودفع غرامات وضع النقاب، ويقولون إن نكاز كان يستعرض فقط وقد نجح في تحقيق شعبية جارفة من هذا الأمر. وفي الجزائر قال المشككون إن نكاز أخرج هذا السيناريو حتى يغطي على فشله في جمع التوقيعات اللازمة، ليحصل كذلك على التعاطف اللازم.بالنسبة لي، اعتبرت منذ البداية أن رشيد نكاز شخص غريب الأطوار، ليس فقط بدفاعه عن منقبات فرنسا بتلك الطريقة الاستعراضية، وإنما بتنازله عن الجنسية الفرنسية حتى يترشح لانتخابات رئاسة الجزائر.لكنني شاهدت الصور والفيديوهات التي ظهر فيها وهو يجمع التوقيعات في الميدان، وظهر أن لديه قبولا في الشارع. نكاز حاول استخدام ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي ليقترب أكثر من الجزائريين، ورغم وجود منافسين آخرين قادمين من وراء البحر، أغلبهم من فرنسا، إلا أنه كان الوحيد الذي حقق شعبية.. فهل كانت هذه الشعبية تهدد البعض كما هددت شعبية عبد المومن خليفة في وقت سابق؟وطبعا كل الأسئلة مشروعة أمام ظاهرة اختفاء سيارة تحمل توقيعات مرشح لانتخابات الرئاسة دقائق قليلة قبل انتهاء الآجال القانونية للترشيح. وهنا يدفع أصحاب نظرية ”المؤامرة” بكل أوراقهم للتأكيد على أن رشيد نكاز راح ضحية ”حاجز مزيف” يهدف لمنعه من شرب الماء بعدما وصل إلى المنبع.ويرى أصحاب نظرية المؤامرة أن رشيد نكاز كان سيشكل المفاجأة الحقيقية أمام قائمة مرشحين يواجهون عزوفا شعبيا لأسباب كثيرة. فبوتفليقة رغم قوته السياسية إلا أن ضعفه الصحي جعل الناس تخرج ضده في الشارع، وبن فليس رغم أنه ابن ”عايلة”، لكن صمته لعشر سنوات جعل الناس ترفضه، أما لويزة حنون ”محبوبة الجماهير العمالية والشيوخ فوق سن السبعين” فهي لا تصلح سوى لتكون ديكورا سياسيا.. بدليل أنها تقوم بحملة إعلامية للرئيس المترشح بوتفليقة. في هذه الأجواء يأتي ترشح شخصية مثيرة للجدل مثل رشيد نكاز رغم محدودية تجربته السياسية وعدم حفظه للنشيد ”قسما”، فرصة للتغيير على طريقة ”جيل الفايسبوك”. [email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات