نافس خبر ترشح الرئيس بوتفليقة الرسمي للانتخابات الرئاسية في الجزائر، اهتمام الصحف العالمية بالأزمة الأوكرانية التي تهدد أوروبا. وبينما ركزت الصحف الفرنسية على الشكل الذي ظهر به الرئيس بوتفليقة وحالته الصحية، اهتمت باقي الصحف الغربية باستقراء المستقبل الذي ينتظر الجزائر في ظل مناخ دولي وإقليمي مشحون.ذكرت صحيفة ”لوباريزيان” الفرنسية أن الرئيس بوتفليقة إلى غاية إيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري، لم ينطق بكلمة منذ خطاب 8 ماي 2012 بسطيف. وأضافت في مقال مطول على موقعها الإلكتروني ”يقال عنه اليوم إن سمعه ثقيل، وهو مسمّر في كرسي متحرك منذ عاد إلى الجزائر من مستشفى فال دوغراس بعد إصابته بجلطة دماغية”. وطرحت ”لوباريزيان” تساؤلات عن الكيفية التي سيخوض بها بوتفليقة حملته الانتخابية وهو في هذه الحالة الصحية الضعيفة، واصفة ترشح بوتفليقة الذي دعا حسبها إلى مشاركة واسعة في الانتخابات بـ”اللغز المحيّر”. ونقلت الصحيفة الباريسية رأي المترشح المنسحب أحمد بن بيتور الذي قال إن معدل المشاركة في الرئاسيات لن يتجاوز 10 بالمائة.وقالت صحيفة ”لوموند”، بعد أن أوردت خبر ترشح بوتفليقة، إن رقعة المعارضين للعهدة الرابعة مازالت تتسع، خاصة على المواقع الاجتماعية التي ظهرت فيها حركة ”بركات” التي تدعو للوقوف في وجه ترشح الرئيس. وفهمت الصحيفة من خرجة رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، على أنها ”دعوة للجيش لإسقاط النظام، من أجل إنقاذ الجزائر من حالة الانسداد الذي تعيشه”.وأوردت مجلة ”لوبوان” ارتفاع عدد المنسحبين من السباق الرئاسي بعد ترشح بوتفليقة، على غرار الجنرال المتقاعد محمد يعلى وأحمد بن بيتور، وقالت إن الجميع يترقب أن يقوم رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس بإيداع ملف ترشحه. أما وكالة الأنباء الفرنسية، فلفتت إلى أن التساؤل المطروح حاليا ليس حول خلافة الرئيس لنفسه المحسومة سلفا، وإنما في نسبة المشاركة التي يتوقع الكثيرون أن تكون ضعيفة.من جانبها، أبرزت صحيفة ”الفاينانشل تايمز” البريطانية تعليقا على الحدث، أن الجزائر التي تتوفر على احتياطيات هائلة من البترول والغاز، لا زالت ”تحكم من قبل نظام غامض فلت من موجة الربيع العربي التي هزت بشكل واسع المنطقة”. وذكرت الصحيفة في مقال تحت عنوان ”صدر معارضة الجزائر يضيق من عهدة جديدة للعجوز بوتفليقة”، أن قرار الرئيس في الترشح لعهدة رابعة سيولد ”المزيد من السخرية واليأس لدى الشباب”.وأشارت وكالة ”رويترز” العالمية، إلى أن ترشح الرئيس بوتفليقة سيمكن الجزائر من الاستقرار على المدى القصير، ما سيدعم موقف حلفائها خاصة الولايات المتحدة التي تحارب المد الأصولي في المنطقة بعد الثورات العربية. وتساءلت ”رويترز” عن مدى قدرة الرئيس الصحية على تحمل تبعات عهدة جديدة، محيلة إلى طلب المعارضة المتكرر على إظهار الملف الطبي للرئيس أمام الرأي العام قبل أن يتقدم من جديد لرئاسة البلاد.أما عربيا، فقد توقع موقع ”الجزيرة نت” تكرار سيناريو انتخابات 2004، لاسيما مع ”انسحاب عدد من المترشحين، وبقاء المرشح الوحيد لمنافسة بوتفليقة هو رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس الذي قرر عدم الانسحاب”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات