+ -

 لفظ “الأمة” يعني الجماعة أو الوطن بمدلوله العصري وبعبارة أخرى تشكل أمة المجموعة البشرية التي تعيش في قطر واحد وتتميز بوحدة تاريخية ولغوية ودينية واقتصادية واجتماعية تضعف أو تقوى حسب الظروف والوقائع وحسب تكيفها مع الأحداث ولفظ “الأمة” يعني كذلك شخصا معنويا قانونيا يتكون من مجموعة بشرية تحكمهم سلطة واحدة ودستور واحد ويتميز هذا الشخص بالسيادة الوطنية التي يمارسها داخل وطنه الذي تحدده حدود جغرافيا دقيقة أو سياسية أو اقتصادية ونظرة إلى التاريخ القديم توضح أن فكرة “الأمة” كانت أقوى منها في العصر الحديث. وكان عصب تلك الأمم وموحدها واعتبارات ونوازع عرقية قومية تختلف اختلاف الأجناس مع عوامل أخرى مساعدة كاللغة والتاريخ والأرض والوطن مثل أمم الإغريق والرومان والفرس. وبعدها جاءت أمم في العصور الوسطى بداية العصر الحديث “كالأمة السلافية” أو “الأنكلوسكسونية” أو”الجرمانية” أو “الإيطالية” أو”الهندية” أو “الصينية”.وفي العصر الحديث ضعفت الأصول السابقة في مفهوم الأمة عند غيرنا وأصبحت التجمعات البشرية تغلب عليها عوامل المصلحة أو الفكر أو الاتجاه السياسي أو الاقتصادي وضعفت فكرة الوطن أو التجمع في دولة بعناصرها الثلاثة المعروفة في القانون الدولي العام، وهي الأرض والشعب والسلطة، كما ضعفت الاعتبارات العرقية أو القومية باعتبارها عناصر موحدة أو مجمعة لأمة من الأمم. وأصبحنا نجد أسسا جديدة تجمع بين المجموعات الهامة والفاعلة والظاهرة في العصر الحديث. فرأينا مثلا مجموعة “شعوب الإتحاد السوفياتي” وليس “الأمة الروسية” أو “الأمة السلافية” وهذا تجمع ضخم من البشر مختلف العرق والأصل واللغة وغيرها من العوامل القديمة ولكن يجمع هذه الكتلة “الفكر” أو “النظرية” الماركسية بما تحمله من معان سياسية واقتصادية واجتماعية وكذلك نجد تكتلا في أوروبا بين شعوب وبقايا أمم قديمة بدافع المصلحة البحتة لهذه الشعوب تحت اسم مجموعة “دول السوق الأوروبية المشتركة” وأصبحت العوامل العرقية الأممية القديمة لهذه الشعوب منبوذة في كثير من الأحيان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: