يرشح المتتبعون للدورة 86 لجوائز “الأوسكار” التي تنظمها الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية من نقاد وهواة سينما، ثلاثة أفلام رئيسية، من بين تسعة أفلام تتنافس على الجائزة الأكثر شهرة في عالم السينما، ويتعلق الأمر بـ”12 عاماً من العبودية” للمخرج ستيف ماكوين و”غرافيتي” أي التجاذب، للمخرج ألفونسو كوارون و”احتيال على الطريقة الأمريكية” للمخرج ديفيد أوين راسيل. الرغم أن جوائز “الغولدن غلوب” التي اعتبرت في مرات كثيرة مؤشرا لنتائج جوائز “الأوسكار”، والتي فاز فيها كل من فيلم “12 عاما من العبودية” عن فئة أفضل فيلم درامي، وفيلم “أميريكان هاسل” عن فئة أفضل فيلم كوميدي، وفيلم “غرافيتي” عن فئة أفضل مخرج، فإن الباب يبقى مفتوحا أمام جميع المرشحين للتنافس على جائزة “الأوسكار”، ويتعلق الأمر بأفلام “دالاس باييرز كلوب” و”كابتن فيليبس” و”فيلومينا” و”هير” و”نبراسكا” و”وولف اوف وول ستريت”.ويتم الإعلان عن الفائزين في 24 فئة، اليوم، الثانية صباحا (يمكن الاطلاع على النتائج عبر موقع “الخبر” اليوم)، من على منصة مسرح “دولبي”، مركز الاحتفال السنوي لتوزيع جوائز الأكاديمية الأمريكية للفنون السينمائية “الأوسكار” كما يعتبر المجمع الترفيهي لمنطقة هوليوود، في حفل ضخم قدمت فعالياته الممثلة الكوميدية الأمريكية المعرفة “ألين دي جينيريس”، وينتظر أن يشهد مفاجآت عديدة، أهمها تساقط الأمطار التي سبق أن أدت إلى تغيير البساط الأحمر يوم الجمعة الماضي، بالإضافة إلى غياب بعض النجوم من الوزن الثقيل، إذ من المنتظر أن تغيب الممثلة الأعلى أجرا في هوليود إنجلينا جولي.المنافسة بين الجنس اللطيف أقوىتشتعل المنافسة على الجائزة في مختلف الفئات، خاصة بين ممثلات هوليوود المرشحات لجائزة أحسن أول دور نسائي، والتي تتنافس عليها هذه السنة أسماء قوية مثل “ميريل ستريب” و”كيت بلانشيت” و”ساندرا بولوك”، وتبقى حظوظ هذه الأخيرة كبيرة نظرا لفوز فيلمها الأخير “غرافيتي” بـ10 جوائز في مختلف المهرجانات الدولية.تضم قائمة الخمس مرشحات لجائزة “الأوسكار” لهذه السنة: “ساندرا بولوك “ عن دورها في فيلم “غرافيتي” الحائز على عدة جوائز، و”كايت بلانشيت” عن فيلم “بلوجاسمن” المرشح كذلك لجائزة أحسن سيناريو، والنجمة المتألقة دائما رغم تقدمها في السن “ميريل ستريب” والمرشحة لنيل الأوسكار عن فيلمها “اوجست: اوساج كاونتي”، و”جودي دينيش” عن الفيلم الكوميدي الدرامي “فيلومينا”، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وبريطانيا وأمريكا، و”ايمي ادامز” عن فيلم “أمريكان هاسل” الحاصل على جائزة رابطة الممثلين بأمريكا.العرب و”الأوسكار” واستثناءات أخرىتميزت الأفلام المرشحة لجوائز “الأوسكار” هذا العام، كونها حصلت على دعم جهات إنتاجية غير الاستوديوهات والشركات الكبيرة، بعيدا عن التمويل الضخم لهوليوود، وتكلفة إنتاجها تعتبر ضئيلة نسبيا، مقارنة بالميزانيات الضخمة التي تنفق على أفلام هوليوود عادة. وكانت للأفلام العربية هذا العام حصة هي الأكبر في تاريخ هذه الجائزة، من خلال ترشيح ثلاثة أفلام من فلسطين فيلم “عمر” ومصر بفيلم وثائقي “الميدان” واليمن بفيلم قصير “لا جدران للكرامة”.حصل فيلم “عمر” للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، على ترشيح أفضل فيلم بلغة أجنبية، رغم أنه يتناول قضية الفلسطينيين المتعاملين مع إسرائيل ويعكس تعقيدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.ويقول أبو أسعد، في تصريح لموقع “بي بي سي”، إن الفيلم يعبّر عن واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال وينقل تفاصيل قصصهم، مضيفا أن الفيلم فتح نقاشا في أوساط الجمهور العربي بشأن هذه القضية. أما مصر فمثلت بفئة الأفلام الوثائقية مع المخرجة جيهان نجيم بفيلم “الميدان” الذي لم يعرض في صالات السينما المصرية لأسباب سياسية. ودعت جيهان، في تصريح لـ«بي بي سي”، السلطات المصرية إلى الإسراع بمنح الفيلم ترخيصا للعرض، لأن ذلك يعبّر عن حرية التعبير التي يريدها الشعب المصري.وترشحت المخرجة سارة إسحاق من اليمن عن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة، عن فيلم “لا جدران للكرامة”.من بين مميزات الدورة 86 ترشح ممثلين في فيلم واحد من إخراج ديفيد راسيل، لأربع فئات تمثيلية، بعد غياب هذه الرباعية في الترشيح لمدة واحد وعشرين عاما. فقد عاد راسيل هذا العام بعشرة ترشيحات لفيلمه “أمريكان هاسل” من بينها رباعية أفضل ممثل عن دور رئيسي لكريستيان بايل، وأفضل ممثلة في دور رئيسي ايمي ادامز، وأفضل ممثل في دور ثانوي برادلي كوبر، وأفضل ممثلة في دور ثانوي جينيفير لورنس.وكان البارز أيضا هذا العام غياب ترشيح الممثل توم هانكس، بعد أن تردد اسمه كثيرا في الأيام التي سبقت إعلان الترشيحات، لاسيما عن دوره في فيلم كابتن فيليبس المرشح لجائزة أفضل فيلم.أموال ضخمة تضخ في خزينة “لوس أنجلس”ويشاهد حفل “الأوسكار”، حسب إحصاءات الطبعات السابقة، أكثر من 40 مليون شخص حول العالم، ليس فقط لمتابعة الفائزين، وإنما أيضا لمتابعة آخر ابتكارات الموضة على السجادة الحمراء، حيث تجني شركات الإعلان التجاري تكاليف وإيرادات تقدر بملايين الدولارات.وتحقق الأكاديمية إيرادات بـ75 مليون دولار سنويا من شركة “وولت ديزني”، مقابل حق بث الحفل على قناة “أي بي سي” التابعة لها، وذلك من خلال عقد طويل الأمد حتى العام 2020.ويشير التقرير إلى أن جوائز “الأوسكار” فرصة أيضا لجني الأرباح من الإعلانات التي تقدر تكلفتها بـ1.8 مليون دولار لكل نصف دقيقة، وذلك حسب شركة “كايتر ميديا” التي أفادت بأن إيرادات الإعلانات من حفل جوائز “الأوسكار” العام 2013 تجاوزت 88 مليون دولار.وتمتد الفوائد المادية إلى الممثلين والمصممين، فعلى سبيل المثال يمكن لممثلة أن تطالب بـ25 ألف دولار لارتدائها خاتما معينا، في حين يتراوح ما تتقاضاه لارتداء عقد على عنقها بين 100 ألف دولار و750 ألف دولار. فآن هاثاواي على سبيل المثال تقاضت 750 ألف دولار العام 2011 لارتداء مجوهرات “تيفاني أند كو”.وللممثل الفائز بـ«الأوسكار” زيادة راتب تقدر بـ20% للفيلم الفائز بإيرادات أكبر من خلال شباك التذاكر، إذا كان لايزال في دور العرض، وإيرادات أكبر من مبيعات الـ”دي في دي” والتحميل من المواقع الإلكترونية المدفوعة.والملفت أن من يفوز بـ”الأوسكار” لا يحق له بيع تمثاله المطلي بالذهب والذي تقدر تكلفته بـ750 دولار، حسب الأسعار الحالية للذهب، إلا للأكاديمية مقابل دولار واحد! وساهمت حمى “الأوسكار”، حسب دراسة لشركة “ميكرونوميك”، بأكثر من 200 مليون دولار في اقتصاد لوس أنجلس العام الماضي، من بينها 26 مليون دولار من الأكاديمية، و6 ملايين دولار على الحفلات المصاحبة للأوسكار، إضافة إلى مليوني دولار من إيجار سيارات “الليموزين” و1.5 مليون من الزوار للمدينة خلال فترة الحفل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات