ألهب أمس عشرات الشباب من مناطق متفرقة من ورقلة الشارع عندما حولوا احتجاجهم إلى ما يشبه مسيرة طافت حول عدد من المرافق منها مقر الولاية لإيصال صوتهم للسلطات، فيما خلف الحراك حالة استنفار لدى مصالح الأمن التي ظلت تراقب الأوضاع من بعيد تحسبا لأي طارئ، في الوقت الذي نزلت فيه بالولاية لجنة مختصة للتحقيق في عمليات توظيف ”مشبوهة” ببعض الشركات الكبرى.انتفض أمس في ورقلة عشرات البطالين الذين تجمهروا عبر عدد من الطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط المدينة، قبل أن يتحول احتجاجهم إلى مسيرة توجهت إلى مقر الولاية في خطوة لإيصال صوتهم للمسؤولين وكذا المنتخبين، حيث تسببت المسيرة في شل حركة المرور عبر عدد من المسالك، ما استدعى تدخل عناصر الشرطة التي ضربت طوقا على المحتجين ولم تسجل أي احتكاكات بين الطرفين.وندد ”الشومارة” بالخروق الحاصلة في التوظيف بالمؤسسات النفطية العاملة في حقول البترول بحاسي مسعود التي اتهموها بإقصائهم من العمل، من خلال اعتماد أساليب ملتوية تبدأ بالتحايل على التشريع وتنتهي بتمكين أقاربهم من المناصب المتاحة، كما تحدث المحتجون عن تجاوزات بالجملة في الوكالات المحلية للتشغيل خاصة عملية تصريف مناصب الشغل بالشركات الوطنية الكبرى، مشيرين إلى أن رؤساء هذه المرافق يختفون عن الأنظار ويغلقون هواتفهم بمجرد ورود عروض العمل الهامة حسب تصريحات عدد منهم لـ ”الخبر”.وطالب المنتفضون الوالي وكذا الجهات الوصية بضرورة إيجاد حلول مجدية لمعضلة ملف الشغل، لامتصاص السخط المتزايد في صفوف البطالين الذين يطالبون بتجسيد تعليمة الوزير الأول على أرض الواقع، فضلا عن وضع حد لتدخل مسؤولين نافذين في الملف استغلوا القلاقل الحاصلة لتحقيق مصالحهم الشخصية.وعلمت ”الخبر” في السياق ذاته من مصادر مسؤولة أن لجنة وزارية موفدة من قبل الوصاية تعكف حاليا على التحقيق في سجلات التوظيف على مستوى بعض الشركات الوطنية الكبرى بحاسي مسعود بعدما رفعت ضدها شكاوى تتعلق بقيامها بتشغيل أشخاص غير مسجلين في وكالات التشغيل المحلية تم تسوية وضعيتهم بطرق مخالفة للقانون المنظم لسوق الشغل، بالإضافة إلى عدم الفصل في قضايا عالقة تخص مترشحين للعمل أجروا فحوصا مهنية ناجحة في السابق ولم يستدعوا للعمل لأسباب مجهولة، وقالت مصادرنا إن اللجنة المذكورة كلفت بإجراء تحقيق ميداني يشمل عمليات التوظيف ببعض الشركات والتأكد من مطابقتها للتشريع المعمول به، قبل رفع تقرير مفصل للوصاية يتضمن التجاوزات المرصودة ومكامن الخلل الحاصلة بين علاقة الشركات والوكالة الولائية للتشغيل. في نفس السياق أقدم أمس عشرات البطالين من بلدية عين البيضاء بورقلة على قطع الطريق المؤدي إلى حاسي مسعود غير بعيد عن مقر الناحية العسكرية الرابعة، الأمر الذي أدى اختناق حركة المرور، في خطوة تهدف إلى لي ذراع السلطات ومطالبتها بالتدخل وتمكينهم من مناصب شغل بالمؤسسات النفطية، وقد تطلب التوتر تدخل عناصر الدرك الوطني الذين دخلوا في حوار مع المحتجين ودعوهم إلى ضبط النفس وانتهاج أسلوب الحوار مقابل نقل انشغالاتهم إلى والي الولاية، وهو ما تم فعلا، حيث أكد ممثل المحتجين مقدم رضوان في اتصال مع ”الخبر” أن مطالبهم مشروعة ولا تتعدى ظفرهم بمناصب شغل بالشركات البترولية، وقال ذات المتحدث إنه قضى رفقة زملائه سنوات في طرق أبواب وكالات التشغيل دون فائدة في ظل التهميش الحاصل في حقهم، فضلا عن ”الوعود غير المجدية” للمسؤولين الذين تمادوا في تجاهلهم للبطالين الحقيقيين، ما جعلهم يصعدون احتجاجهم لإيصال صوتهم للسطات العليا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات